افرازات المهبل ومشاكلها

بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافة الطبية للجميع
افرازات المهبل ومشاكلها

على مدى فترة الخصوبة وهى الفترة من البلوغ وحتى سن اليأس ، ترشح جدران المهبل إفرازا بصورة طبيعية يتميز بلون رائق شفاف يميل إلى الأبيض وله رائحة مميزة ، لكنها ليست كريهة ، وبكمية معتدلة لا تزيد عن بضعة سنتيمترات ، ولا يؤدي لأي مضايقات مثل إثارته للرغبة في الهرش ، وفائدة الإفراز المهبلي الطبيعي أنه يرطب ، وينظف المهبل ، ويحافظ على توازن وسطه الكيميائي فيجعله ذا درجة حموضة معتدلة ، وذلك يرجع الى انه يعيش بالمهبل بصورة طبيعية نوع نافع من البكتيريا يسمى « عصيات دودرلين » تتغذى على الخلايا المتساقطة من جدار المهبل الغنية بالجيلكوجين ، والتي تنزل مع الإفراز المهبلي ، ويتسبب ذلك في حدوث تفاعل يؤدي لخروج حمض اللكتيك ، وهو الذي يكسب المهبل هذه الحموضة المميزة . فبقوم بمقاومة انتشار وغزو الجراثيم والميكروبات المختلفة للمهبل ؛ وبذلك يكون بمثابة مادة مطهرة طبيعية . مع ملاحظة ان الإفراز المهبلي يزيد بصورة طبيعية تماما أثناء الحمل ، وأثناء التبويض . فإذا ما تغيرت خصائص الإفراز المهبلي عن الخصائص الطبيعية المعتادة وجب الإنتباه الى وجود مشاكل أو متاعب المهبل.
فخلال فترة الخصوبة يرشح جدار المهبل باستمرار سائلا ملينا للمهبل ، وبسبب انقطاع إنتاج الهرمونات الجنسية من المبيضين بعد بلوغ سن اليأس يتوقف خروج هذا الإفراز ؛ مما يؤدي لحدوث جفاف بالمهبل ، وحكة ، وضمور ، وربما تشققات ، وتحدث الإصابة بما يسمى التهاب المهبل الضموري ، كما تتعرض منطقة الفرج عموما للجفاف وحدوث حكة قد تكون شديدة . كما يتسبب قرب فتحة الشرج من هذه المنطقة في حدوث بعض المشاكل ؛ لاحتمال انتقال العدوى منها أو إليها ، وخاصة العدوى الفطرية التي تصيب المهبل وتتسبب في خروج إفراز مهبلي متميز مصحوب بحكة ، وربما حرقان أثناء التبول . إضافة الى ان خروج السكر مع البول لدى المصابين بمرض السكر يزيد من القابلية للعدوى بالفطريات والشكوى من حكة الفرج لحدوث تهيج بجلد هذه المنطقة ، كما تتعرض هذه المنطقة لمشكلة الإصابة بالثآليل التناسلية ، والتي تحدث ؛ بسبب عدوى فيروسية كالتي تتسبب في ظهور الثآليل بالأصابع واليدين ، وأيضا لمشكلة العدوى بالهربس التناسلي ، والذي يعتبر أحد الأمراض المنقولة بالجنس ، وقد وجد أن هذه العدوى تزيد من قابلية المرأة للإصابة بسرطان عنق الرحم لا قد الله.
اسباب عدوى المهبل
ان التعرض للضغط نفسي ، أو مرض السكر غير المنضبط ، أو تناول مضادات حيوية واسعة المجال ، او تناول حبوب منع الحمل . قد يؤدى الى حدوث خلل فى التوازن الكيميائي البكتيري ، وتزيد القابلية للعدوى بدرجة كبيرة بعد بلوغ سن اليأس ؛ لانقطاع إنتاج هرمون الأستروجين الذي يحث على إفراز السائل الملين للمهبل فيجف ، ويكون من السهل إصابته بالعدوى . ذلك إضافة الى ان عملية التبرز تهدد بدرجة كبيرة المهبل بالعدوى ، عند عدم الحيطة من انتقال العدوى من هذه المنطقة إلى الأخرى ، وهذه الحيطة تستدعي ضرورة أن تلتزم أثناء الاغتسال بتحريك اليد من ناحية هذه المنطقة إلى الناحية الأخرى وليس بالعكس ؛ لأن عمل العكس يجعلها تنقل الجراثيم التي تكمن بالشرج والبراز إلى فتحة المهبل فتصيبها العدوى ، والعدوى التي تصيب المهبل إن استحكمت به وأهمل علاجها وصارت عدوى مزمنة فإنها في الحالات الشديدة يمكن أن تنتقل لبقية أعضاء الحوض ، وتكون سببا في ضعف خصوبة المرأة أو عقمها ؛ ولذا فإنه من الضروري أن تشخص وتعالج جيدا للتغلب من ناحية أخرى على احتمال انتقالها جنسيا . هذا مع العلم إن بول المرأة أو السائل المنوي للزوج قلما يهدد المهبل بالعدوى.
وتعتبر عدوى المهبل بالخمائر أو الفطريات هي أكثر أنواع العدوى شيوعا بين النساء ويسببها نوع أشبه بالفطريات يسمى ( كانديا البيكانس) . وكثيرا ما يكون العلاج بمضادات حيوية واسعة المجال لفترة طويلة هو سبب حدوث هذه العدوى كما سبق ان ذكرنا.
الحكة الفرجية
الحكة الفرجية هى الرغبة المستمرة في الهرش في جلد هذه المنطقة ، وهي حالة قد تأخذ شكلا مزمنا بمعنى الإحساس بأكلان الجلد يؤدي إلى الحك أو الهرش ، وهذا يؤدي إلى زيادة الأكلان وزيادة سمك الطبقة الجلدية مع التكرار ، وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من الأكلان ، فيكون من الصعب الخروج من هذه الدائرة .
ومع ذلك فهى حالة ليست خطيرة ، ولا تمثل أية أضرار صحية ، لكن في حالات نادرة قد تظهر بقع بيضاء على الجلد في الحالات المزمنة ، تزيد من قابلية الإصابة بسرطان تلك المنطقة لا قدر الله.
أسباب الحكة الفرجية
1 - الأسباب السالق ذكرها وهى ان تكون الحكة نتيجة لارتفاع مستوى السكر بالدم ، او بلوغ سن اليأس ، او العدوى المهبلية سواء بالفطريات أو بطفيل التريكوموناس . او الناحية النفسية مثل الإحساس بالقلق من الممارسة الجنسية ، أو الشعور بالإحباط الجنسي.
2 - الحساسية الزائدة لبعض المواد التي تستخدم موضعيا مثل : المعطرات ، أو الصابون العطري ، أو مزيلات الرائحة ، أو بودرة التلك ، وربما ورق التواليت خاصة المعطر أو الملون.
3 - الحساسية ضد الملابس الداخلية المصنوعة من ألياف صناعية مثل النايلون.
4 - الإهمال الشديد لنظافة الفرج ينشط نمو الميكروبات بالمنطقة ، كما ان الاهتمام الشديد بنظافة الفرج حيث يؤدى الإستعمال المتكرر للصابون إلى جفاف في جلد والرغبة فى الهرش,
وسائل مقاومة الحكة الفرجية
1 ـ محاولة تلافى المسببات السابق ذكرها بتجنب استخدام المعطرات ، ومزيلات الرائحة ، والصابون العطري ، وبودرة التلك ؛ لاحتمال وجود حساسية بجلد هذه المنطقة ضد هذه المستحضرات ، واحرصي أيضا على ارتداء ملابس داخلية قطنية ، ولا ترتدي الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية . واحرصي على غسل هذه المنطقة بالاكتفاء بالماء الفاتر بعد التبول . استخدمي مادة ملينة بالمهبل قبل كل لقاء زوجي مثل زيت الأطفال . إذا لم يكن هناك أي سبب عضوي واضح لحالتك ، فمن المحتمل إذن أن تكون هناك أسباب نفسية وراء هذه الحالة ، فواجهي نفسك بالحقائق وحاولي أن تتبيني ما إذا كان هناك سبب نفسي يدعوك للإحباط الجنسي ، وبالتالي يتسبب في حدوث هذه الحالة ، وحاولي تصحيح هذا السبب النفسي .
2 ـ احرصى على الفحص المهبلي ، وهو فحص روتيني يبدأ مع بداية الزواج ؛ للاطمئنان على سلامة الأعضاء التناسلية ، وللمساعدة على تشخيص بعض المتاعب ، وكذلك تشخيص وجود الحمل . وهو فحص غير مؤلم يجرى خلال الفترات التي ما بين الحيضة والآخرى . ويكون هذا الفحص ضروريآ فى حالة حدوث نزيف بعد اللقاء . او فى حالات النزيف غير المنتظم أو الغزير أو النزيف فيما بين فترات الحيض . او في حالة وجود ألم عند اللقاء الزوجي .او لبحث حالات ألم الحوض أو مشاكل المثانة.
التهابات المهبل
عندما تتوقف خلايا المهبل عن إفراز السائل ، فينخفض مستوى الهرمون الأنثوي الأستروجين بالدم ، مما يؤدي إلى جفاف وضمور جدران المهبل وجلد الفرج ، يحدث ما يعرف باسم التهاب المهبل الضموري ، والذي تظهر أعراضه في صورة تغير الإفراز المهبلي عموما مثل انخفاض كميته أو زيادتها ، وخروجه بلون مختلف أو تميزه برائحة غير مألوفة . حرقان أو هرش بالمهبل وجلد الفرج ، وألم أثناء اللقاء ؛ بسبب جفاف المهبل ، وقد يحدث حرقان عند التبول في حالة عدوى المثانة البولية. كما يصبح أكثر قابلية للعدوى وخاصة العدوى بالخمائر . وهي أكثر أنواع العدوى شيوعا ، التي تصيب المهبل ويسببها نوع من الخمائر يسمى ( كانديدا البيكانس )، وهي قريبة الشبه بالفطريات ، ويطلق عليها كذلك العدوى بالمونيليا . وأعراضها :
1 - إفراز مهبلي كثيف أبيض أشبه بلبن الزبادي مصحوبا بحكة وحرقان بالجلد.
2- قد يظهر طفح أحمر ينتشر إلى أعلى الفخذين.
3- قد يحدث ألم عند اللقاء الزوجي او حرقان عند التبول.
4ـ قد تظهر علامات أخرى للعدوى بالخمائر بمناطق أخرى أهمها اللسان والغشاء المخاطي للفم حيث تظهر بقع بيضاء أو مصفرة ملتصقة بالغشاء المخاطي.
كما انه هناك أنواع أخرى مثل التهاب المهبل الناتج عن العدوى بطفيل ، وهناك أيضا نوع من العدوى يظهر من خلال ما يعرف باسم ( متلازمة جوجرين ).
النزيف المهبلي
ان الحيض بالنسبة للنساء خلال فترة الخصوبة هو أمر طبيعي تماما . لكن حدوث نزيف مهبلي ، مهما كانت كميته ، فيما بين فترات الحيض أو تغير طبيعة الحيض كزيادة كميته بدرجة واضحة او حدوث نزيف مهبلي اثناء الحمل ، او حدزث نزيف عقب الجماع ، هو أمر غير طبيعي ، ويجب البحث عن سببه وعلاجه بسرعة . وتذكري أيضا أنه بعد بلوغ سن اليأس تنقطع الدورة الشهرية تماما ، فإذا حدث لك نزيف بعد هذه السن ، فهو أمرا غير طبيعي ، وبالتالي وجب عليك سرعة استشارة الطبيبة ؛ للكشف عن السبب . ونتناول هذه الانواع بسرعة:
1 ـ غزارة في دم الحيض : والسبب الأكثر احتمالا في حالة الآنسات هو اضطراب الناحية النفسية لأسباب مختلفة ، أما بالنسبة للمتزوجات فإن ذلك قد يحدث لأسباب مرضية عديدة ، مثل الورم الليفي ، وارتفاع ضغط الدم،

2 ـ نزيف في وجود حمل أو احتماله : والسبب الأكثر احتمالا هو حدوث إجهاض تلقائي ، أما إذا كان هناك آلام شديدة بالبطن فمن المحتمل حدوث حمل خارج الرحم،

3 ـ نزيف عقب الجماع : هناك أسباب عديدة لحدوث نزيف عقب الجماع من أكثرها احتمالا ، وجود قرحة بعنق الرحم ، وهو ما تستطيع الطبيبة الكشف عنه بسهولة،

4 ـ نزيف قرب بلوغ سن اليأس : من المتوقع حدوث تغيرات بالدورة الشهرية بصورة طبيعية قرب انقطاعها ، ولكن إذا حدث نزيف شديد وجب استشارة الطبيبة.

5 ـ نزيف مع الإحساس بثقل شديد وتورم بأسفل البطن مع ألم بالظهر وتغير في طبيعة الدورة الشهرية : فيحتمل وجود مرض بأعضاء الحوض ، مثل الورم الليفي ، أو تحوصل المبيض.

6 ـ نزيف في وجود لولب : من المحتمل أن يتسبب اللولب في حدوث نزيف.

7 ـ نزيف في صورة تنقيط مع تتناول حبوب منع الحمل : فهذا النزيف يرتبط غالبا بالحبوب ؛ لعدم الانتظام في تناولها وكثيرا ما يحدث في حالة الغفلة عن تناول حبة أو اثنتين منها . فخذي الحبة الناقصة متى تذكرتي وانتظمي في تناول الحبوب.

تنبيه : يجب على أي حال من الأحوال فى جميع ماسبق سرعة استشارة الطبيبة مع الالتزام بالراحة.
تشنج المهبل
تشنج المهبل هى حالة شائعة خاصة فى ليلة الزفاف او بين الزوجات الجدد ، حيث يحدث انقباض للعضلات المحيطة بفتحة المهبل بصورة لا إرادية ؛ مما يؤدى الى ضيق أو غلق فتحة المهبل تماما ، عند محاولة الزوج المعاشرة ، او عند إمرار أي شيء للداخل مثل المنظار المهبلي أثناء الفحص الطبي .
وهذا يرجع الى اسباب نفسية وليست عضوية . حيث يسود القلق من الخوف من اللقاء الزوجى او توقع أن يكون اللقاء الزوجي مؤلما ؛ مما يؤدي إلى انقباضات عضلية شديدة تضيق فتحة المهبل ، او الخوف من حدوث حمل على غير الرغبة . وأحيانا يحدث تشنج المهبل عند إدخال المنظار المهبلي أثناء الكشف الطبي ؛ وذلك بسبب القلق من توقع حدوث ألم شديد . واذا استمرت حالة التشنج المهبل يكون العلاج بمعرفة طبيبة نفسية.
الافراز المهبلي المرضى
من المعلوم ان الإفراز المهبلى تتغير مواصفاته خلال فترات الدورة الشهرية ، لكنه لا يزال طبيعيا تماما . فخلال النصف الأول من الدورة ، والذي يخضع أساسا لتأثير هرمون الأستروجين ، ويظهر الإفراز المهبلي في صورة مخاط رقيق شفاف مطاطي إلى درجة كبيرة تجعله يسيل للخارج . أما خلال النصف الثاني من الدورة ، أي بعد حدوث التبويض والذي يكون ميعاده في منتصف الدورة تقريبا ، يبدأ إفراز هرمون آخر يتحكم في الأمور ، وهو هرمون البروجستيرون ، وهذا يجعل الإفراز المهبلي سميكا غير شفاف جيلاتيني القوام . ويمكن للمرأة بمجرد ملاحظة هذه التغيرات بالإفراز المهبلي أن تستدل على حدوث التبويض . وهذا له فائدة كبيرة للنساء اللاتي يردن الحمل ، لأن الفرصة تكون سانحة للحمل خلال هذه الفترة . كما يتغير الإفراز المهبلي خلال فترة الحمل تغيرات واضحة ملموسة ، فيصبح كثيفا أبيض . كما يزيد الإفراز المهبلي بدرجة واضحة ؛ بسبب الإثارة الجنسية ، أو بمجرد التفكير في الجنس يقوم بتليين المهبل . وكل ذلك يعتبر تغير طبيعى فى مواصفات الإفراز المهبلي ، أما حدوث أي تغير للإفراز المهبلي دون ذلك كانبعاثه برائحة كريهة ، أو تغير لونه ، و إثارته للحكاك ؛ فإن ذلك يدل على أنه إفراز مرضي غير طبيعي ، كإفراز مهبلي برائحة عفنة ولون اخضر مائل للاصفرار ، او افراز سميك بلون ابيض مصحوب بحكة او افراز مهبلي بني اللون كأنه مخلوط بدم يظهر عقب الجماع او افراز مهبلي يحتوي على نقط دم يظهر إما بمنتصف الدورة أو عقب الجماع او زيادة الإفراز المهبلي مع وجود ألم أسفل الظهر أو أسفل البطن وتعب عام أو ارتفاع بدرجة الحرارة ، كلها حالات تستوجب استشارة الطبيبة،
هذه المعلومات للمعرفة والثقافة فقط وليست للتشخيص