منتدى قوت القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أذى الجار من الكبائر

    avatar
    فريق العمل
    Admin


    المساهمات : 2671
    تاريخ التسجيل : 22/12/2013

     أذى الجار من الكبائر Empty أذى الجار من الكبائر

    مُساهمة من طرف فريق العمل الإثنين 29 سبتمبر 2014 - 6:14

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أذى الجار من الكبائر

    ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ، قال: من لا يأمن جاره بوائقه " أي غوائله وشروره. وفي رواية: " لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره بوائقه ". وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعظم الذنب عند الله فذكر ثلاث خلال: " أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، وأن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ، وأن تزني بحليلة جارك ". وفي الحديث: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ".
    والجيران ثلاثة: جار مسلم قريب له حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة ، وجار مسلم له حق الجوار وحق الإسلام ، والجار الكافر له حق الجوار.
    وكان ابن عمر رضي الله عنهما له جار يهودي فكان إذا ذبح الشاة يقول: احملوا إلى جارنا اليهودي منها. وروي أن الجار الفقير يتعلق بالجار الغني يوم القيامة ويقول: يا رب سل هذا لم منعني معروفه وأغلق عني بابه.
    وينبغي للجار أن يتحمل أذى الجار فهو من جملة الإحسان إليه. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول دلني على عمل إذا قمت به دخلت الجنة ، فقال: " كن محسنا ً" فقال: يا رسول الله كيف أعلم أني محسن قال: " سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا أنك مسيء فأنت مسيء ". ذكره البيهقي من رواية أبي هريرة وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أغلق بابه عن جاره مخافة على أهله وماله فليس بمؤمن وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ". وقيل: لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره ، ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره. وفي سنن أبي داود من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوه جاره فقال له: " اذهب فاصبر ". فأتاه مرتين أو ثلاثاً ثم قال " اذهب فاطرح متاعك على الطريق " ففعل فجعل الناس يمرون به ويسألونه عن حاله فيخبرهم خبره مع جاره فجعلوا يلعنون جاره ويقولون: فعل الله به وفعل ويدعون عليه فجاء إليه جاره وقال: يا أخي ارجع إلى منزلك فإنك لن ترى ما تكره أبداً.
    وأن يحتمل أذى جاره وإن كان ذمياً فقد روي عن سهل بن عبد الله التستري رحمه الله أنه كان له جار ذمي وكان قد انبثق من كنيفه إلى بيت في دار سهل بثق فكان سهل يضع كل يوم الجفنة تحت ذلك البثق فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد فمكث رحمه الله على هذه الحال زماناً طويلاً إلى أن حضرت سهلاً الوفاة فاستدعى جاره المجوسي وقال له: أدخل ذلك البيت وانظر ما فيه فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه في الجفنة فقال: ما هذا الذي أرى قال سهل هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك إلى هذا البيت وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف أن لا تتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك فافعل ما ترى فقال المجوسي: أيها الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري ، مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم مات سهل رحمه الله. فنسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال الأقوال وأن يحسن عاقبتنا إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
    مختصر من كتاب الكبائر للذهبى


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 22:10