منتدى قوت القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    عيوب النفس [ 2 ]

    avatar
    فريق العمل
    Admin


    المساهمات : 2671
    تاريخ التسجيل : 22/12/2013

    عيوب النفس [ 2 ] Empty عيوب النفس [ 2 ]

    مُساهمة من طرف فريق العمل الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 6:58

    عيوب النفس [ 2 ] Alnafs10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الأسرة الثقافية
    كتاب : عيوب النفس
    عيوب النفس [ 2 ] 1410
    ● [ تابع : عيوب النفس ] ●

    من عيوب النفس كثرة الكلام
    ومن عيوبها كثرة الكلام وإنما يتولد ذلك من شيئين أما طلبه رياسة يريد يرى الناس علمه وفصاحته او قلة العلم بما يجلب عليه الكلام
    ومداواتها تحقيقه بأنه مأخوذ بما يتكلم به وانه مكتوب عليه ومسئوول عنه لأن الله تعالى يقول ) وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين ( وقال تعالى ) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ( وقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( البلاء موكل بالمنطق ) وقال وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) وقال عليه السلام ( كلام ابن آدم عليه لا له إلا ما امر بمعروف أو نهى عن منكر ) قال الله تعالى
    ) لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس (
    الرضا عند المدح والغضب عند الذم
    ومن عيوبها أنها رضيت مدحت الراضي عنه فوق الحد وإذا غضبت ذمته وتجاوزت الحد
    ومداواتها رياضة النفس على الصدق والحق حتى لا تتعدى في مدح من رضى عنه ولا في ذم من سخط عليه فإن أكثر ذلك من قلة المبالاة بالأوامر والنواهي والنبي {صلى الله عليه وسلم} يقول ( احثوا في وجوه المادحين التراب )
    ومن عيوبها أنها تستخير الله تعالى في أفعالها ثم تسخط فيما يختار لها
    ومداواتها ان يعلم انه يعلم من الأشياء ظواهرها والله يعلم سواء علنها وحقائقها فإن حسن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه فيما اختاره لنفسه حالا ويعلم انه مدبر لا مدبر سواه وان سخطه للقضاء لا يغير للمقضى فيلزم نفسه طريق الرضا بالقضاء ويستريح
    كثرة التمني
    ومن عيوبها كثرة التمني والتمني هو الاعتراض على الله تعالى في قضائه وقدره
    ومداواتها أن يعلم أنه لا يدري ما يعقب التمني أيجره إلى خير ام شر إلى ما يرضيه أو إلى ما يسخطه فإذا أيقن اتهام عاقبة تمنيه أسقط عن نفسه ذلك ورجع إلى الرضا والتسليم فيستريح ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته )
    الخوض في أسباب الدنيا
    ومن عيوبها محبتها الخوض في أسباب الدنيا وحديثها
    ومداواتها الاشتغال بالفكر الدائم في كل أوقاته يشغله ذلك عن ذكر الدنيا وأهلها والخوض فيما هم فيه ويعلم أن ذلك مما لا يعنيه فيتركه لأن النبي {صلى الله عليه وسلم} ( يقول من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه )
    ومن عيوبها إظهار طاعاتها ومحبة أن يعلم الناس منه ذلك او يروه والتزين بذلك عندهم
    ومداواتها أن يعلم أنه ليس إلى الخلق نفعه ولا ضره ويجتهد في مطالبة نفسه بالإخلاص في أعماله ليزيل عنه هذا العيب فإن الله تعالى يقول ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ( والنبي {صلى الله عليه وسلم} يقول حاكيا عن ربه عز وجل أنه قال ( من عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه برى ء وهو للذي أشرك
    من عيوب النفس الطمع
    ومن عيوبها الطمع
    ومداواتها أن طمعه يدخله في الرياء وينسيه حلاوة العبادة ويصيره عبد العبيد بعد أن جعله الله حرا من عبوديتهم وتعوذ النبي {صلى الله عليه وسلم} من الطمع
    فقال ( أعوذ بك من طمع يجر إلى طمع ومن طمع في غير مطمع ) وهو الطمع الذي يطبع على قلبه فيرغبه في الدنيا ويزهده في الآخرة وروى عن بعض السلف أنه قال الطمع هو الفقر الحاضر والغنى الطامع فقير والفقير المتعفف غنى والطمع هو الذي يقطع الرقاب وأنشد أيطمع في ليلى بوصلى إنما
    يقطع أعناق الرجال المطامع
    الحرص على عمارة الدنيا
    ومن عيوبها حرصها على عمارة الدنيا والتكثر منها
    ومداواتها أن يعلم أن الدنيا ليست بدار قرار وان الآخرة دار مقر والعاقل من يعمل لدار قراره لا لمراحل سفره فإن المراحل تنقطع بالمقام في السفر فيعمل إلى ما إليه مآبه قال الله تعالى ) أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ( الآية ولأن الله تعالى يقول ) والآخرة خير لمن اتقى ( ) والدار الآخرة خير للذين يتقون ( ) والآخرة عند ربك للمتقين ( و ) والآخرة خير وأبقى ( ) وللآخرة خير لك من الأولى (
    الشفقة على النفس
    ومن عيوبها استحسان ما ترتكبه من الأمور واستقباح أفعال من يرتكبها أو يخالفه
    ومداواتها اتهام النفس لأنها أمارة بالسوء وحسن الظن بالخلق لانبهام العواقب
    ومن عيوبها الشفقة على النفس والقيام بتعهدها
    ومداواتها الإعراض عنها وقلة الاشتغال بها ولذلك سمعت جدي رحمة الله عليه يقول من كرمت عنده نفسه هان عليه دينه
    من عيوب النفس الانتقام لها
    ومن عيوبها الانتقام لها والخصومة عنها والغضب لها
    ومداواتها عداوتها وبغضها ومحبة الدين والغضب لارتكاب المناهي كما روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه ما انتقم لنفسه قط إلا ان تنتهك محارم الله فكان ينتقم لله
    ومن عيوبها اشتغالها بالإصلاح الظاهر لزينة الناس وغفلته عن إصلاح الباطن الذي هو موضع نظر الله عز وجل
    ومداواتها أن يتيقن أن الخلق لا يكرمونه إلا بمقدار ما جعل الله له في قلوبهم ويعلم أن باطنه موضع نظر الله فهو أولى بالإصلاح من الظاهر الذي هو موضع نظر الخلق قال الله تعالى ) إن الله كان عليكم رقيبا ( وقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم )
    الاهتمام بالرزق
    ومن عيوبها اهتمامها بالرزق وقد ضمن الله ذلك وقلة اهتمامها بعمل افترضه الله عليه لا يقوم عنه غيره
    ومداواتها أن يعلم أن الله الذي خلقه ضمن له كفاية رزقه فقال عز وجل ) الله الذي خلقكم ثم رزقكم ( كما لا يشكر في الخلق لا يشكر في الرزق
    سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت محمد بن عبيد يقول يحكى عن حاتم الأصم أنه قال ما من صباح إلا والشيطان يقول ما تأكل اليوم وما تلبس وأين تسكن فأقول له آكل الموت وألبس الكفن وأسكن القبر
    ومن عيوبها حبها للكلام على الناس والخوض في ففايق العلوم ليصبو به قلوب الأغيار ويصرف بحسن كلامه وجوه الناس إليه
    ومداواتها العمل بما يعلم وأن يعظ الناس بفعله لا بقوله كما روى أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام ( إذا أردت أن تعظ الناس فعظ نفسك فإذا اتعظت وإلا فاستحي مني ) وأن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( مررت ليلة الإسراء بقوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون
    من عيوب النفس كثرة الذنوب
    ومن عيوبها كثرة الذنوب والمخالفات إلى ان يقسى القلب
    ومداواتها كثرة الاستغفار والتوبة في كل نفس ومداومة الصيام والتهجد بالليل وخدمة اهل الخير ومجالسة الصالحين وحضور مجالس الذكر فإن رجلا شكي إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قسوة قلبه فقال ( ادنه من مجالس الذكر ) وقال ( إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ) قال ( إن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب واستغفر الله ذهبت فإن أذنب ثانيا فكت في قلبه نكتة أخرى إلى ان يصير القلب غيثا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ) ثم قرأ النبي {صلى الله عليه وسلم} ) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (
    ومن عيوبها سرورها ومدحها وطلبها الراحة وتلك من نتائج الغفلة
    ومداواتها التيقظ لما بين يديها وعلمها بتقصيرها فيما أمر به وارتكابها ما نهى عنه وأن هذه الدار له سجن لا سرور ولا راحة في السجن فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فيجب أن يكون عيشه فيها عيش المسجونين لا عيش المستروحين وحكى عن داود الطائي أنه قال قطع نياط قلوب العارفين أحد الخلودين وقال رجل لبشر الحافي ما لى أراك مهموما قال لأني مطلوبه
    اتباع الهوى
    ومن عيوبها إتباعها هواها وموافقة رضاها وارتكاب مراداتها
    ومداواتها ما أمر الله به من قوله تعالى ) ونهى النفس عن الهوى ( وقوله ) إن النفس لأمارة بالسوء ( وما روى مطر الداري أنه قال لنحت الجبال بالأظافير أهون من زوال الهوى إذا تمكن في النفس
    ومن عيوبها ميلها إلى معاشرة الأقران وصحبة الإخوان
    ومداواتها أن يعلم ان الصاحب له مفارق والمعاشرة منقطعة كما روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال له جبريل عليه السلام ( عش ما عشت فإنك ميت وأحببت من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به )
    وقال ابو القاسم الحكيم الصداقة عداوة إلا ما صافيت وجمع المال حسرة إلا ما واسيت والمخالطة تخليط إلا ما داويت
    من عيوب النفس الأنس بالطاعة
    ومن عيوبها أنسها بطاعتها ورؤية استحسانها
    ومداواتها أن تعلم أفعالها وإن أخلصتها فهي معلومة بأن أفعالها لا تخلو من العلل ويعمل في إسقاط رؤية استحسانه من أفعالها
    ومن عيوبها إماتتها النفس باتباع الهوى والشهوات فإن النفس إذا مكنت من ذلك ماتت عن الطاعات والموافقات
    ومداواتها منعها من مراداتها وحملها على المكاره ومخالفاتها فيما تطلب فإن ذلك الذي يميت عنها شهواتها قيل لأبي حفص بما يستجلب صلاح النفس قال مخالفتها لأنها موضع كل آفة
    الأمن من مكر الشيطان
    ومن عيوبها أن تأمن من مكر الشيطان وتسويله ومكره
    ومداواتها تصحيح العبودية بشرائطه والتضرع إلى الله في أن يمن عليه بذلك لأن الله تعالى يقول ) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (
    ومن عيوبها الترسم برسم الصلاح من غير مطالبة القلب بالإخلاص فيما ترسم به من الصلاح ومداواتها ترك الخشوع الظاهر إلا بقدر ما يرى من خشوع الباطن في قلبه وسره لأن النبي {صلى الله عليه وسلم} يقول ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور
    من عيوب النفس قلة الاعتبار
    ومن عيوبها الاعتبار بما يراه من إمهال الله إياه في ذنوبه
    ومداواتها دوام الخشية وان يعلم أن ذلك الإمهال ليس بإهمال فإن الله تعالى مسائله عن ذلك ومجازيه عن ذلك إلا أن يرحمه الله فإن الاعتبار
    لأهل الخشية لأن الله تعالى يقول ) إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ( قال القائل غرها إمهال خالقها لها
    لا تحسبن إمهالها إهمالها
    ومن عيوبها محبتها لإفشاء عيوب إخوانه وأصحابه
    ومداواتها أن يرجع في ذلك إلى نفسه فيحب للناس ما يحب لنفسه وما روى عنه {صلى الله عليه وسلم} انه قال ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته )
    ومن عيوبها ترك الاستزاده في نفسه في أفعاله وأقواله عن الاقتداء بالسلف فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال من لم يكن في زيادة فهو في نقصان
    ومن عيوبها تحقير المسلمين والترفع والتكبر عليهم
    ومداواتها الرجوع إلى التواضع واعتماد حرمة المسلمين فإن الله تعالى يقول لنبيه ) فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ( فيعلم أن الكبر الذي أوقع إبليس فيما أوقعه فيه حتى قال ) أنا خير منه ( والنبي {صلى الله عليه وسلم} نظر إلى الكعبة فقال ( ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك إن الله حرم منك واحدة ومن المؤمن ثلاث دمه وماله وأن يظن به ظن السوء )
    قلة المعرفة بالآمر
    ومن عيوبها الكسل والقعود عن الأمر
    ومداواتها انه يعلم انه مأمور من جهة الحق ليحمله فرح ذلك على النشاط ولذلك سمعت جدي إسماعيل بن مجيد رحمه الله تعالى يقول التهاون بالأمر من قلة المعرفة بالآمر
    ومن عيوبها ان تتزين بزي الصالحين فتعمل عمل أهل الفساد
    ومداواتها ترك زينة الظاهر إلا بعد إصلاح الباطن فإن تزين بزينة قوم اجتهد في أن يوافقهم في أخلاقهم وأفعالهم كلها وبعضها لأنه روى في الخبر أنه قال كفى بالمرء شرا ان يرى الناس أنه يخشى الله وقلبه فاجر وقال ظاهر أبو عثمان زينة الظاهر مع فجور يورث الإصرار
    تضييع الأوقات فيما لا يعنيه
    ومن عيوبها تضييع أوقاته بالاشتغال بما لا يعنيه من أمور الدنيا والخوض فيها مع أهلها
    ومداواتها أن يعلم أن وقته أعز الأشياء عليه فيشغله بأعز الأشياء وهو ذكر الله والمداومة على طاعته ومطالبته الإخلاص من نفسه فإنه روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) ومن ترك ما لا يعنيه اشتغل بما يعنيه وقال الحسن عليك بنفسك إن لم تشغلها أشغلتك

    عيوب النفس [ 2 ] Fasel10

    كتاب : عيوب النفس
    المؤلف : محمد بن الحسين بن موسى السلمي
    منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة
    عيوب النفس [ 2 ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 29 مارس 2024 - 4:22