من طرف فريق العمل السبت 13 مايو 2017 - 10:45
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
العجائب فى الغذاء والدواء
فصل في النبات والفواكه وخواصها
العناب
العناب (1): منه بري ومنه بستاني. وهو كثير الحمل، ولشجره شوك. ومتى أحرق في أصله شيء من شجر الجوز حمل حملاً كثيراً، وكذلك إن أحرق في أصل الجوز شجر العناب. وهو معتدل بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، ينفع من حدة الدم لتغليظه له، وينفع الصدر والرئة ويحبس الدم. والماء المطبوخ فيه العناب نافع، فإنه يبرد ويرطب ويسكن الحدة واللذعة والذي في المعدة والأمعاء والسعال عن حرارة، ويلين خشونة الصدر والحنجرة إلا أنه يولد بلغماً، وهو عسر الهضم قليل الغذاء.
الهامش :
(1) العناب : شجر شائك يصل طوله إلى حوالي 8أمتار أوراقه مستطيلة غير حادة التسنن وعناقيد من الأزهار الصفراء المخضرة وثمرته بيضوية بنية إلى محمرة وأحيانا سوداء تشبه الزيتونة لذيذة الطعم ولبها أبيض هش. ويعرف العناب علمياً باسم zizyphus vulgaris من الفصيلة السدرية وموطنه الأصلي الصين واليابان ويزرع في الصين منذ أربعة آلاف سنة ويعتبر من فواكه أهل الصين المفضلة وله قيمة غذائية جيدة، ويزرع في جنوب شرق آسيا، وفي نيوزيلندا ويعيش في المناطق الحارة وشبه الحارة ويحتوي العناب على صابونينات وفلافويندات وسكريات وهلام وفيتامينات أ،ب2، ج ومعادن هامة مثل الكالسيوم والفوسفور والحديد وهو مفيد لأمراض الحلق ومسكن ومهدئ ومكافح للسعال ونافع للصدر وهو يزيد في الوزن ويحسن قوة العضلات ويزيد الاحتمال وفي الطب الصيني يوصف العناب كمقو للكبد ويعطى لخفض الهيوجية والتململ.
الزيتون
الزيتون (1): نوعان: منه بستاني وبري، والبري هو الأسود، وشجرته مباركة لا تنبت إلا في البقاع الشريفة الطاهرة المباركة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آدم وجد ضرباناً في جسمه ولم يعهده؛ فشكا إلى الله عز وجل فنزل عليه جبريل بشجرة الزيتون فأمره أن يغرسها ويأخذ من ثمرها ويعصره ويستخرج دهنه، وقال له: إن في دهنه شفاءً من كل داء إلا السام (2)؛ ويقال إنها تعمر ثلاثة آلاف سنة.
ومن خواصها أنها تصبر على الماء طويلاً كالنخل، ولا دخان لخشبها ولا لدهنها وإذا لقط ثمرتها جنب فسدت وقل حملها وانتثر ورقها؛ وينبغي أن تغرس في المدن لكثرة الغبار، فإن الغبار كلما علا على زيتونها زاد دسمه ونضجه. وإذا دققت حولها أوتاداً من شجر البلوط قويت وكثرت ثمرتها؛ وإذا علق من لسعه شيء من ذوات السموم من عروق شجر الزيتون برأ لوقته؛ وإذا أخذ ورقة ودق وعصر ماؤه على اللدغة منع سريان السم، وكذلك من سقي السم وبادر إلى شرب عصارة ورقها لم يؤثر فيه السم.
وإذا طبخ ورقها الأخضر طبخاً جيداً ورش في البيت هرب منه الذباب والهوام، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان؛ وإذا طبخ بالعسل حتى يصير كالعسل وجعل منه على الأسنان المتآكلة قلعها بلا وجع. ورماد ورقها ينفع للعين كحلاً ويقوم مقام التوتيا. وصمغها ينفع من البواسير إذا ضمد به. وإذا نقع ورقها في الماء وجعل فيه الخبز فإذا أكله الفأر مات لوقته. وصمغ الزيتون البري ينفع من الجرب والقوباء ووجع الأسنان المتآكلة إذا حشيت به. وهو من الأدوية القتالة .
والزيتون المملوح يقوي المعدة ويضر بالرئة. والأسود منه يورث سهراً وصداعاً وخلطاً سوداوياً. والخل يكسر نصف شره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالزيت فإنه يسهل المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب ويمنع الغثي ويحسن الخلق، ويطيب النفس ويذهب الهم. وقال صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة مباركة. وهو حار رطب موافق لوجع المفاصل وعرق النسا، ويسهل مع ماء الشعير(3) شرباً ويتقيأ به مع الماء الحار فيكسر عادية المسوم لذغاً وشرباً.
وزيت الزيتون البري: ينفع من الصداع واللثة الدامية مضمضةً، ويشد الأسنان المتحركة. ونواه يبخر به لأوجاع الضرس وأمراض الرئة. وقد قيل في الزيتون:
أنظر إلى زيتوننا ● فهو شفاء المهج
بدا لنا كأعين ● قد كحلت بالدّعج (4)
مخضرّة زبرجد ● مسودّة من سبج
الهامش :
(1) الزيتون Olive : هي شجرة مستديمة الخضرة جميلة المنظر يصل ارتفاعها الى عشرين متراً ولها صفات خاصة تميزت بها عن باقي الأشجار فمن اخشابها صنعت المحاريب واقيمت اعواد المنابر ومن اوراقها صنعت اكاليل الأبطال واتخذت اغصانها رمزا للسلام والخير والوفاء ومن زيتها مادة للإنارة وطعام طيب وشفي يستطب به لعلاج الأمراض وثمار الزيتون ذلت قيمة غذائية عالية فهي تحتوي 16% مواد كربوهيدراتية و 1,5 % بروتين ونسبة عالية من الدهن 13,5 % وتتميز بوجود عنصر الصوديوم وكذلك البوتاسيوم والنحاس والفسفور وهو خال من الحديد لاضافة الى انه غني بفيتامين أ ويستخرج من الثمار زيت الزيتون ذو الفوائد العديد ؛ فهو يفيد الجهاز الهضمي عامة والكبد خاصة ويفضل كافة أنواع الدهون النباتية والحيوانية ولا يسبب امراضا للدورة الدموية او الشرايين كغيره من الدهون كما انه ملطف للجلد ويجعله ناعم الملمس ويدخل زيت الزيتون في العديد من الأغراض الصناعية والغذائية ، كما يدخل في تركيب أجود أنواع الصابون .
(2) السام : الموت.
(3) الشعير : نبات عشبي حولي من الفصيلة النجيلية، وتزرع منه أنواع كثيرة منها الشعير الأجرد أو السلت وهو يشبه القمح. ويعتبر الشعير أقدم مادة استعملها الإنسان في غذائه، وقد جاء ذكر الشعير ضمن الحبوب في القرآن.
(4) الدعج : السواد ، وقيل شدة السواد ، وقيل الدعج شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها مع سعتها.
التمر هندي
التمر هندي (1): هو ألطف الإجاص وأقل رطوبة، وأجوده الجديد الطري. وهو بارد يابس، يسهل المرة الصفراء ويمنع حدتها ويطفئها وينفع من القيء والعطش ومن الحميات والغثي والكرب، إلا أنه يضر بالصدر وأصحاب السعال.
الغبيراء: خشبها أصبر من كل خشب على الماء، كالأرز والتوت. وزهرتها إذا شمتها المرأة هاجت بها شهوة الجماع حتى تطرح الحياء. والتنقل بثمرها يبطئ السكر ويحبس القيء وينفع من إكثار البول.
الهامش :
(1) التمر هندي : من الفصيلة البقلية، أشجاره ضخمة تنمو بالمناطق الحارة، والثمرة عبارة عن قرن مبطط منحن قليلاً، وله قشرة رقيقة بداخلها لب بني لحمي حمضي المذاق يعمل من منقوعه شراب بارد منعش في فصل الصيف. ملين خفيف، ومن المستحسن شربه على الإفطار للصائمين. يستعمل مغلياً كالشاي ضد الحميات. يحضر مركب من نقيعه في الحليب بنسبة 1 ـ 4 ويسمى مصل التمر الهندي، يفيد في إزالة الحموضة الزائدة في الجسم.
عن كتاب عجائب النباتات والفواكه والحيوانات
تأليف سراج الدين ابن الوردي
منتدى دليل الثقافة الغذائية . البوابة