منتدى قوت القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات

    avatar
    الكتاكيت


    المساهمات : 174
    تاريخ التسجيل : 23/01/2014

    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات Empty المجموعة ألثالثة من الأصمعيات

    مُساهمة من طرف الكتاكيت الجمعة 14 أغسطس 2015 - 9:53

    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات Asma10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الأدبية
    الأصمعيات
    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات
    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات 1410
    ● [ قالت ] ●
    سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية
    أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ ... وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ
    وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً ... ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ
    وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا ... تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ
    ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى ... وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ
    أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما ... لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ
    ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ ... يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ
    ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ ... أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ
    أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ ... هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا
    ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم ... بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا
    كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى ... كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا
    فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ ... أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ
    جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ ... ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ
    وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ ... إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ
    يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً ... ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ
    وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ ... وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ
    ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي ... بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ
    سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ... ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ
    ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها ... يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ
    أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً ... هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ
    يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ ... حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا
    وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ ... حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ
    جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ ... كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ
    هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ ... وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ
    هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ ... إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ
    إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ ... تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ
    متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ ... أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ
    سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها ... واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ
    منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ ... والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ
    فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ ... ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ
    غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً ... خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ

    ● [ قال ] ●
    مُشَعَّث
    وهو رجل من بني عامر

    باصْرٍ يتَّرِكْني الحيُّ يوْماً ... رهينَةَ دراهمْ وهُمُ سِراعُ
    تمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إنَّ شيئاً ... سبَقْتَ بهِ الوفاةَ هوَ المَتاعُ
    وجاءَتْ جيأَلٌ وأبُو أَبيها ... أحمُّ المأْقيَيْنِ بهِ خُماعُ
    فظلاّا ينْشِبانِ التُرْبَ عَنِّي ... وما أنَا ويْبِ غيْرِكَ والسَماعُ

    ● [ قال ] ●
    عَمْرُو بن معْدِ يكَرِب

    أمنْ ريحانَةَ الداعِي السَميْعُ ... يُؤَّرِّقُنِي وأَصحَابِي هُجُوعُ
    يُنادي مِنْ براقِشَ أو معينٍ ... فأَسمَعَ وأتلأبَّ بِنَا مَلِيعُ
    وقَدْ جاوزْنَ مِنْ غُمْدانَ داراً ... لأبِوالِ البغالِ بهَا وَقيعُ
    ورُبَّ مُحرِّشٍ في جَنْبِ سَلْمَى ... يَعُلُّ بعينيِها عِنْدِي شَفِيعُ
    كانَّ الأثمِدَ الحارِيَّ فِيها ... يُسَفُّ بحيثُ تَبتَدِرُ الدُمُوعُ
    وأبكارٍ لَهَوْتُ بهِنَّ حِيناً ... نَواعِمَ في أسِرَّتِهَا الرُدُوعُ
    أُمَشّي حَوْلَها وأطُرفُ فِيها ... وتُعجِبُني المَحاجرُ والفُرُوعُ
    إذَا يَضحكْنَ أو يبسِمنَ يَوماً ... ترَى بَرَداً ألحَّ بهِ الصَقِيعُ
    كأنَّ عَلَى عوارضِهِنَّ راحاً ... يُفَضُّ عليهِ رُمَّانٌ يَنيعُ
    تَرَاها الدَهْرَ مُقتِرةً كِباءً ... وتَقْدَحُ صَحْفةً فيهَا نَقِيعُ
    وصِبغُ ثيابِها في زَعفَرانٍ ... بجُدَّتِها كَمَا أحْمَرَّ النَجِيعُ
    وقدْ عَجبَتْ أُمامَةُ أنْ رَأَتني ... تَفَرَّغَ لِمَّتي شَيبٌ فَظيعُ
    وقدْ أغدُو يُدافعُني سَبُوحٌ ... شَديدٌ أسرُهُ نَقَمٌ سريعُ
    وأحمِرَةُ الهَجيرَةِ كُلُّ يومٍ ... يَضُوعُ جِحاشَهُنَّ بمَا يُضيعُ
    فأرسَلنَا رَبيئَتَنَا فَأَوفَى ... فقالَ ألا ألا خَمسٌ رُتُوعُ
    ربَاعيَةٌ وقارِحُهَا وجَحشٌ ... وهادِيَةٌ وَتاليةٌ زَمُوعُ
    فنَادَانَا أنَكْمُنُ أو نُبادي ... فلمَّا مسَّ حالبَهُ القطيعُ
    أزَنَّ عشيَّهُ فأستعجَلَتْهُ ... قوائمُ كُلُّها رَبذٌ سَطُوعُ
    فَأوْفَى عندَ أقْصاهُنَّ شَخصٌ ... يَلُوحُ كأنَّهُ سَيفٌ صَنيِعُ
    ترَاهُ حينَ يَعثُرُ في دماءٍ ... كمَا يمشِي بأقدُحِهِ الخَليعُ
    أَشَاب الرَأسَ أيامٌ طوالٌ ... وهمٌ ما تُبَلّعُهُ الضُلُوعُ
    وسوقُ كتيبةٍ دلفَتْ لُأخرَى ... كأنَّ زُهاءَهَا رأسٌ صَليعُ
    د نَتْ وأستأجرَ الأوغالُ عنهَا ... وخّلى بينَهُمْ إلا الوَريعُ
    فِدًى لَهُمُ معاً عميّ وخَالي ... وشَرْخُ شبابِهمِْ إنْ لَمْ يُضيعُوا
    وأسنادُ الأسنَّةِ نحوَ نحرِي ... وهزُّ المَشرَفيَّةِ والوقُوعُ
    فإنْ تَنُبِ النوائبُ آلَ عُصْمٍ ... ترَى حكَماتِهِمْ فيهَا رُقُوعُ
    إذَا لَمْ تستطِعْ شيئاً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى مَا تَستَطِيعُ
    وصِلْهُ بالزِماعِ فكُلُّ أمرٍ ... سَمَا لَكَ أو سُموْتَ لهُ وَلُوعُ
    فكَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلَمى ... قليلِ الأُنسِ ليسَ بهِ كَتيعُ
    بهِ السِرْحانُ مُفترِشاً يديهِ ... كأنَّ بياضَ لبَّتِهِ الصَدِيعُ
    وأرضٍ قَدْ قطعْتُ بهَا الهَوَاهِي ... مِنْ الجِنَّانِ سَربَخُهَا مَلِيعُ
    تَراجِيف المَطِيّ بحافَتَيْهِ ... كأنَّ عِظامَهَا الرُخمُ الوُقُوعُ
    لعمرُكَ ما ثَلاثٌ حائِماتٌ ... عَلَى رُبَعٍ يَرْعنَ ومَا يَريعُ
    ونابٌ مَا يَعيشُ لَهَا حُوارٌ ... شدِيدُ الظَعنِ مِثْكالٌ جَزُرعُ
    سدِ يسٌ نضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ ... تحرَّى في الحنينِ وتستلِيعُ
    بأوجَعَ لوعَةً منِّي ووَجداً ... غَداةَ تحمَّلَ الأنسُ الجَمِيعُ
    فإمَّا كنْتِ سائلَةً بِمَهْري ... فَمَهْرِي إنْ سألْتِ بهِ الرَفيعُ

    ● [ قال ] ●
    قَيْس بن الخَطِيم

    رَدَّ الخليطُ الجِمالَ فانصَرَفُوا ... ماذَا عليَهِمْ لوْ أنَّهُمْ وقَفُوا
    لوْ وقَفُوا ساعةً نُسَائِلُهُمْ ... ريثَ يُضَحِّي جِمالَهُ السَلَفُ
    فيهِمْ لعُوبُ العشاءِ آنِسِةُ ... الدَدِلِّ عَرُوبٌ يَسُوءُهَا الخَلَفُ
    بينَ شُكُولِ النساءِ خِلْفَتُهَا ... قَصدٌ فَلا جِبِلةٌ وَلا قَضَفُ
    تغتَرِقُ الطَرْفَ وهي لاهيةٌ ... كأَنَّمَا شَفَّ وَجْهَها نَزَفُ
    قضَى لهَا اللهُ حِيْنَ صَوَّرَها ... الخالِقُ ألاّ يُكِنَّهَا سَدَفُ
    تَنامُ عَنْ كِبْرِ شأنِهَا فإذَا ... قامَتْ رُويْداً تكَادُ تَنْغَرِفُ
    حَوراءُ جيداءُ يُستَضاءُ بهَا ... كأنَّهَا خُوظُ بانَةٍ قَصِفُ
    تمشِي كَمَشْي الزهراءِ في دَمِثِ ... الرَمْلِ إلي السَهلِ دُونَهُ الجُرُفُ
    ولا يَغِثُّ الحديثُ مَا نطقَتْ ... وهوَ بَفِيهَا ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ
    تخْزُنُهُ وهوَ مُشتَهىً حَسَنٌ ... وهوَ إذَا مَا تَكَلَّمَتْ أُنُفُ
    كأنَّ لبَّاتِها تضمَّنُهَا ... هَزْلَى جَرادٍ أجوازَهُ خُلُفُ
    كأنَّها دُرَّةُ أحاطَ بهَا ... الغوَّاصُ يَجْلُو عنْ وجهِهَا صَدفُ
    يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ ديارَ بَنِي ... عُذ رَةَ حَيثُ انصرفْتِ وانصَرَفُوا
    واللهِ ذِي المسجِدِ الحَرامِ ومَا ... جُلِّلَ مِنْ يُمنةٍ لهَا خُنُفُ
    إنِّي لأهواكِ غيرَ كاذ بَةٍ ... قدْ شَفَّ منِّي الأحشاءُ والشَغَفُ
    بلْ ليتَ أَهْلي وأهلَ أثلَةَ في ... دارٍ قريبٍ مِنْ حيثُ يُخْتَلفُ
    هيهاتَ مِنْ أهلُهُ بيثربَ قدْ ... أَمْسَى ومِنْ دُونَ أهلِهِ سَرِفُ
    أبلِغْ بَني جَحْجَبَى وقَومَهُمُ ... خَطْمَةُ أنَّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ
    وأنَّنَا دُونَ مَا يَسُوءهُمُ ... الأعداءُ مِنْ ضَيمِ خُطَّةٍ ٍنُكُفُ
    إنَّا ولوْ قَدّمُوا الَّذي عَلِمُوا ... أكبادُنَا مِنْ وَرَائِهِمْ تَجِفُ
    نَفْلِي بحَدِّ الصَفِيحِ هامَهُمُ ... وَفَلْيُ نَا هامَهُمْ بهَا عُنُفُ
    لمَّا بَدَتْ غُد وَةً وجُوهُهُمُ ... حَنَّتْ إلينَا الأرْحامُ وَالصُحُفُ
    لنَا بآجامِنَا وحوزَتِنَا ... بينَ ذُرَاهَا مَخَازِفٌ دُلُفُ
    يَذُبُّ عَنْهُنَّ ساهِرٌ مَصعٌ ... سُودَ الغَوَاشِي كأنَّهَا غُرَفُ
    كَفِيلُنَا للمُقَدِّمينَ قِفُوا ... عَنْ شَأوِكُمْ والحِرابُ تَخْتَلِفُ
    يَتبَعُ آثارَهَا إذَا اخْتُلَجَتْ ... سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكفُ

    ● [ قال ] ●
    المُمَزِّق العَبْديّ

    أرِقْتُ فَلَمْ تَخْدَعْ بِعَينيَّ سِنَةٌ ... ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بَدَّ يَأَرَقِ
    تَبيْتُ الهمُومُ الطارِقَاتُ يَعُدْنَنِي ... كمَا تَعْتَري الأهوالُ رَأسَ المُطَلَّقِِ
    ونَاجِيةٍ عَدَّيْتُ مِنْ عِنْدِ ماجِدٍ ... إلَى واحِدٍ مِنْ غيرِ سُخطٍ مُفَرقِ
    ترَاأى وتَرأى عنْدَ مَعقِدِ غَرزِهَا ... تَهاويِلَ مِنْ أَجلادِ هِرٍّ مُعَلَّقِِ
    كأنَّ حَصَى المَعزاءِ عندَ فُروجِها ... نوادِي رَحاً رضّاحَةٍٍ لمْ تُدَقَّقِ
    كأنَّ نضِيحَ البولِ من قَبلِ حاذِها ... مَلاثُ عَرُوسٍ أوْ ملاذِعُ أزرَقِ
    وقدْ ضَمُرَتْ حتَّى التَقَى مِنْ نُسُوعِهَاعَرَى ذِي ثَلاثٍ لمْ تَكُنْ قَبلُ تَلْتَقِي
    وقدْ تَخِذَتْ رجلِي لَدَى جَنْبِ غَرزِهَا ... نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
    أُنيخَتْ بِجوٍّ يَصرُخُ الدِيكُ عِندَهَا ... وباتَتْ بِقاعٍٍكادئِ النبتِ سَمْلَقِ
    تناخ طليعاً ما تراع من الشذا ... ولو ظل في أوصالها العل يرتقي
    ترُوحُ وتَغدُو مَا يُحَلُّ وضِيُنهَا ... إليكَ ابنَ مَاءِ المُزنِ وابنَ مُحَرِّقِ
    عَلُوتُمْ ملُوكَ الناسِ في المجدِ والتُقَى ... وغَرْبُ نَداً مِنْ عُروَةِ الغزِّ يَستَقِي
    وأنْتَ عمُودُ الدِينِ مهمَا تَقُلْ يُقَلْ ... ومهمَا تضَعْ مِنْ باطِلٍ لايُلَحَّقِ
    وإنْ يجْيُبُوا تَشجُعْ وإنْ يبخَلُوا تَجُدْ ... وإنْ يَخرُقُوا بالأمرِ تَفضُلْ وَتْفُرقِ
    أحَقاً أبيْتَ اللَعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنَا ... عَلَى غَيْرِ إجرامٍ بِريقِي مُشرِّقِي
    فإنْ كُنْتُ مَأكُولاً فكُنْ خيرَ آكِلٍ ... وإلا فَأدرِكْنِي ولمَّا أُمَزَّقِ
    أكلّفْتَني أدواءَ قومٍ تركْتُهُمْ ... وإلا تَدارَكْنِي مِنَ البحرِ أغْرَقِ
    فإنْ يُتهِمُوا أنْجِدْ خِلافاً عليهِمُ ... وإنْ يُعمِنُوا مُستَحقِبي الحربِ أعْرَقِ
    فلا أنَا مَولاُهْم ولا في صحيفةٍ ... كَفَلْتُ عليهِمْ والكفالةُ تَعْتَقِي
    وظَنِّي بهِ ألَّا يُكَدِّرَ نِعمَةً ... ولا يَقِلبَ الأعداءَ مِنْهُ بمَعبَقِ

    ● [ قال ] ●
    خُفَاف بن نُدْبَة

    ألَا طَرَقَتْ أسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ ... وأنَّي إذَا حَلَّتْ بنَجرانَ نلتَقِي
    سَرَتْ كُلَّ وادٍ دُونَ رَهوَةَ دافِعٍ ... وجَلدانَ أو كرم ٍبليَّةَ مُحدِقِ
    تجاوَزَتْ الأعراضَ حتَّى توسّنَتْ ... وسادِي ببابٍ دُونَ جِلْدانَ مُغلَقِ
    بِغُرِّ الثنايَا خُيِّفَ الظَلْمُ بَينَهَا ... وسُنَّةِ رئمٍٍ بالجُنَينَةِ مُؤنقِ
    ولمْ أرهَا إلا تعِلَّةَ ساعَةٍ ... عَلَى ساجرٍ أو نظرةً بالمُشَرَّقِ
    وحيثُ الجميعُ الحاسِبونَ براكِسٍ ... وكانَ المُحاقُ موعِداً للتَّفَرُّقِ
    بِوَجٍّ ومَا بَالِي بِوَجٍّ وبَالُها ... وَمَنْ يَلْقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبِ يُخْلِقِِ
    وأبدَي شُهُورُ الحجِّ مِنْهَا مَحَاسِناً ... ووَجْهاً متَى يَحْلُلْ لهُ الطِيبُ يُشْرِقِ
    فإمَّا تَرينِي أقصَر اليومَ باطِلِي ... ولاحَ بياضُ الشيبِ في كُلِّ مَفرِقِي
    وزايَلَني ريقُ الشبابِ وطَلُّهُ ... وبُدِّلتُ مِنهُ سَحقَ آخَرَ مُخلَقِ
    فعثرَةَ مولاً قدْ نعشتُ وأُسرةٍ ... كِرامٍ وأبطالٍ لدَي كُلِّ مَأزِقِ
    وحرَّةَ صادٍ قدْ نَضَحْتُ بِشَرْبَةٍ ... وقدْ ذَمَّ قَبلِي ليلَ آخرَ مُطْرِقِ
    ونهبٍ كجُمَّاعِ الثُرَيَّا حوَيْتُهُ ... عِشاشٍ بِمنجاةِ القوائمِ خيفَقِِ
    ومعشوقَةٍ طلقْتُها بمُرشَّةٍٍ ... لهَا سَنَنٌ كالا تْحمِيّ المُخرَّقِ
    فباتَتْ سِليباً من أُناسٍ تُحبُّهُمْ ... كَئيباً ولوْلا طعنَتي لمْ تُطَلَّقِِ
    وخيلٍ تَعَادَى لا هَوَادَةَ بينهَا ... شهِدتُ بمد لُوكِ المَعَاقمِ مُحْنَقِ
    طويلٍ عُظَامٍ غيرِ حافٍ نمَا بِهِ ... سليمُ الشَظَا في مُكرَباتِ المُطَبَّقِِ
    بصيرٍ بأطرافِ الحِدابِ مُقلصٍ ... نبيلٍ يُساوى بالطِّرافِ المُرَوَّقِ
    إذَا مَا استحمَّتْ أرضُهُ مِن سَمَائِهِ ... جَرَى وَهْوَ مودُوعٌ وواعِدُ مِصْدَقِ
    ومدَّ الشِمالُ طَعنَهُ في عِنانِهِ ... وباعَ كبوعِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ

    [ وقال أيضا ]
    ومَرقَبَةٍ يزِلُّ عنهَا حمامُها ... نَعامَتُهَا مَنْها بِضاحٍٍ مُزَلَّقِ
    تَبِيتُ عِتاقُ الطيرِ في رقَبَاتِها ... كطُرَّةِ بيتِ الفارسيِّ المُعلَّقِِ
    ربأتُ وَحُرْجُوجٍ جَهَدْتُ رَوَاحَها ... عَلَى لاحب ٍمِثِلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِِ
    تَبِيتُ إلي عِدٍّ تَقادَمَ عَهدُهُ ... فَطَبَّقَهُ حَرُّ النهارِ بَغَلفَقِِ
    كأنَّ محافيَر السباعِ حياضُهُ ... لتعريِسِهَا جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّقِ
    مُعرَّس ركبٍ قافِلينَ بصرَّةٍ ... صرادٍ إذَا مَا نارُهُمْ لمْ تُحَرَّقِ
    فدعْ ذَا ولكنْ هلْ تَرَى ضوءَ بارقٍ ... يُضيءُ حبيّاًّ في ذُرَى مُتألِّقِِ
    علاَ الأكمَ منهُ وابلٌ بعدَ وابلٍ ... فقدْ أرْهَقَتْ قِيعانُهُ كُلَّ مُرهَقِِ
    يجُرُّ بأكتافٍ البحارٍ إلى المَلا ... رباباً لهُ مثلَ النَعَامِ المُعَلَّقِ
    إذَا قُلتَ تَزهاهُ الرياحُ د نَا لَهُ ... ربابٌ لهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِِ
    كأنَّ الحُداةَ والمشايعَ وسْطُهُ ... وعُوذاً مطافِيلاً بأمعَزَ مَشْرُقِ
    أسالَ سَفاً يعلُو العضاةَ غُثَاؤُهُ ... يُصفِّقُ في قيعانِها كُلَّ مَصفَقِِ
    فجادَ شَرورَي فالستارَ فأصبحَتْ ... يَعَارُ لَهُ والوديانِ بمودِقِ
    كأنَّ الضبابَ بالصَحَارَى عَشيَّةً ... رجالٌ دعَاهَا مُستضِيفٌ لِمْوسِقِِ
    لهُ حدَبٌ يستخرِجُ الذئبَ كارِهاً ... يُمِرُّ غُثَاءً تحتَ غارٍ مُطَبَّقِِ
    يشُقُّ الحِدابَ بالصحَارَى وينتَحي ... فِراخَ العُقابِ بالحِقاءِ المُحَلِّقِ

    ● [ قال ] ●
    سلامَةُ بنُ جَنْدَل

    لِمَنْ طَلَلٌ مِثلُ الكتابِ المُنمَّقِ ... خَلا عهدُهُ بينَ الصُليبِ فَمُطْرِقِ
    أكَبَّ عليهِ كاتبٌ بدواتِهِ ... وحادِثُهُ في حِدَّةِ العينِ مُهرقُ
    لأسماءَ إذْ تهوَى وصالَكَ إنَّها ... كَذِي جُدَّةٍٍ مِنْ وحشِ صاحَةَ مُرشِقِِ
    لهُ بقرارِ الصُلبِ بَقلٌ يلُسُّهُ ... وإنْ يتقدَّمْ بالدكادِكِ يأنَقِِ
    وقفْتُ بهَا ما إنْ تُبينُ لسائِلٍ ... وهلْ تفقَهُ الصُمُّ الخوالِدُ مَنْطِقِي
    فَبٍتُّ كأنَّ الكأسَ طالَ أعتيادُها ... عَلىَّ بصافٍ مِنْ رحيقٍ مُرَوَّقِ
    كريحٍ ذكيّ المِسكِ بالليلِ ريحُهُ ... يُصفَّقُ في إبريقِِ جَعدٍ مُنَطَّقِِ
    ومَا ذَا تُبَكِّي مِنْ رُسُومٍٍ مُحيلةٍ ... خَلاءٍ كَسَحقِ اليُمنَةِ المُتَمَزِّقِ
    ألا هَلْ أتَتْ أنباؤُنا أهلَ مأرِبٍ ... كمَا قدْ أتَتْ أهلَ الدَبَا والخَوَرْنَقِِ
    بانَّا مَنَعْنَا بالفُروقِ نساءَنَا ... ونَحْنُ قتلْنَا مَنْ أتانَا بِملزَقِ
    تُبلِّغُهُمْ عِيُس الركابِ وشؤُمُهَا ... فريقَى معدٍّ مِنْ تَهامٍ ومُعرِقِ
    وموقِفُنَا في غيرِ دارٍ نأيَّةٍ ... ومَلحَقُنَا بالعارضِ المُتَألِقِِ
    إذَا مَا عَلَونا ظَهرَنعلٍ كأنَّمَا ... على الهامِ منَّا قَيْضُ بيضٍ مُغَلَّقِِ
    ِمِنَ الخِمسِ إذُ جاءوا إليْنَا بجَمْعِهِمْ ... غداةَ لقينَاهُمْ بجأوَاءَ فَيلَقِِ
    كأنَّ النَعامَ باضَ فوقَ رُءوسهِمْ ... بنهْيٍ القِذافِ أو بنهي مُخَفِّقِِ
    ضَمِنَّا عليهِمْ حافتيهِمْ بصادقٍ ... منَ الطَعنِ حتَّى أزمعُوا بتفرُّقِ
    كأنَّ مُنَاخاً من فَتُوتٍ ومَنِزلاً ... بِحيثُ التقينَا مِنْ أكُفٍ وأسوُقِ
    كأنَّهُمُ كانُوا ظِباءً بصفْصَفٍ ... أفاءَتْ عليهِمْ غبيَةٌ ذاتُ مِصدَقِ
    كأنَّ اختلاسَ المشرَفيِّ رؤسَهُمْ ... هوىُّ جنُوبٍ في يبيسٍ مُحَرَّقِ
    لدُنْ غُدوةً حتَّى أتى الليلُ دونَهُمْ ... ولمْ ينجُ إلا كُلُّ جرداءَ خيفَقِِ
    ومستوعِبٍ في الجرْي فضلَ عِنانِكُمْ ... نُزُوَّ الغزالِ الشادِنِ المُتطلِّقِِ
    فالقَوْا لنَا أرسانَ كُلِّ نجيَّةٍ ... وسابغةً كأنَّها مَتْنُ خِرْنِقِِ
    مُداخَلَةٍ مِنْ نسجِ داوودَ شَكُّهَا ... كحبِّ الجَنَا مِنْ أُبلُمٍ مُتَفَلِّقِِ
    فمَنْ يَكُ ذَا ثوبٍ تنَلْهُ رِمَاحُنَا ... ومَنْ يكُ عُرْياناً يُوايِلْ فَيُشْفَقِِ
    ومَنْ يدَّعُوا فينَا يُعَالِجْ نسيئَةً ... ومَنْ لا يُغالُوا بالرَهائِنِ يُنْفِقِِ
    وأمُّ بُجيْرٍ في نَمَارِقَ بينَنَا ... مَتَى يأتِهَا الأنباءُ تحمِشْ وتَلحَقِِ
    تركْنَا بُجيرٍاً حيثُ مَا كانَ جَدَّهُ ... وفينَا فِراسٌ عانِياً غَيْرَ مُطْلَقِِ
    ولوْلا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامِرٌ ... إلى جعفَرٍ سربالُهُ لمْ يُخَرَّقِ
    بضَرْبٍ تظَلُّ الطيرُ فيهِ جوَانِحاً ... وَطَعْنٍ كأفواهِ المَزَادِ المُفتَّقِِ
    فعزَّتُنَا ليسَتْ بشِعبٍ بِحَّرةٍ ... ولكنَّهَا بَحرٌ بصحراءَ فَيْهَقِِ
    يُقمِّصُ بالبُوصيِّ فيهِ غوارِبٌ ... مَتَى مَا يَخُضْهَا ماهِرُ اللُجِّ يَغرقِ
    ومجْدُ معدٍّ كانَ فوقَ علائِهِِ ... سبقنَاً بهِ إذْ يرتقُونَ ونَرتَقي
    إذَا الهُندُوانِيّاتُ كُنَّ عصيّنَا ... بِها نَتَأيَّي كُلَّ شأنٍ ومَفرِقِ
    نُجَلِّى مِصَاعاً بالسيُوفِ وُجُوهَنا ... إذَا اعتقَرَتْ أقدامُنَا عندَ مَأزِقِ
    فَخَرْتُمْ علَيْنَا أنْ طردْتُمْ فوارِساً ... وقولُ فِراسٍ هاجَ فِعْلي وَمَنْطِقي
    عجِلْتُمْ علينَا حُجَّتينِ عليكُمُ ... ومَا يَشَأِ الرحمنُ يعقِدْ ويُطلِقِِ
    هوَ الجابرُ العظمَ الكَسيرَ ومَا يَشأُ ... مِنَ الأمرِ يجمَعْ بينَهُ ويُفَرِّقِ
    هوَ المُد خِلُ النُعْمانَ بيتاً سماؤُهُ ... صُدُورُ الفُيُولِ بَعْدَ بيتٍ مُسَردَقِِ
    وبعدَ مُصابِ المُزنِ كانَ يسوسُهُ ... ومَالِ مَعَدٍّ بعدَ مالِ مُحَرِّقِ
    لهُ فحمةٌ ذفراءُ تنفي عد وَّهُ ... كمنْكبِ ضاحٍ مِنْ غمامةِ مَشْرِقِ

    ● [ قال ] ●
    ذُو الخِرَق الطُهَوِي

    لمَّارَأَتْ إبِلي جاءَتْ حَلُوبَتُهَا ... هَزْلَي عِجَافاً عَلَيْهَا الريشُ والوَرَقُ
    قالَتْ ألا تَبتَغي مَالاً تَعيشُ بهِ ... مِمَّا تُلاقي وَشَرُّ العيشةِ الرمَقُ
    فيئِي إليكِ فإنَّا معشَرٌ صُبُرٌ ... في الجَد بِ لا خِفَّةٌ فينَا وَلا نَزَقُ
    إنَّا إذَا حُطْمَةٌ حَتَّتْ لنَا وَرَقاً ... نمارِسُ العيدَ حتَّى يَنبُتَ الوَرَقُ

    ● [ قال ] ●
    المُفَضَّل النُكْرِيّ

    ألمْ ترَ أنَّ جيرتَنَا استقَلُّوا ... فنِيَّتُنَا ونيتُهُمْ فَرِيقُ
    فدمعِي لُؤلُؤٌ سَلِسٌ عُراهُ ... يَجُرُّ عَلى المَهَاوي مَا يَليقُ
    غدَتْ مَا دُمْتَ إذْ شحطَتْ سُليْمَى ... وأنْتَ لِذكرِهَا طَرِبٌ مَشُوقُ
    فودِّعْها وإنْ كانَتْ أَناةً ... مُبتَّلةً لهَا خَلْقٌ أَنيقُ
    تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثَانِ لِهواً ... وتَحْدِجُهُ كمَا حُدِجَ المُطِيقُ
    فإنَّكَ لو رأيتَ غداةَ جِئْنَا ... ببطنِ أُثَالَ ضاحِيَةً نَسُوقُ
    فِداءٌ خالَتي لِبَني حُيىٍّ ... خُصُوصاً يومَ كُسُّ القومِ رُوقُ
    هُمُ صبَرُوا وصَبْرُهُمُ تلِيدٌ ... عَلَى العزاءِ إذْ بَلَغَ المضِيقُ
    وهُمْ دفَعُوا المنيَّةَ فاستَقَلَّتْ ... دِراكاً بعدَ مَا كادَتْ تَحيِقُ
    تلاقينَا بغينَةِ ذي طُريفٍ ... وبعضُهُمُ علَى بعضٍ حنيقُ
    فَجاءُوا عارِضاً بَرِداً وجئُنَا ... كَسَيلِ العرضِ ضاقَ بهِ الطريقُ
    مشَيْنَا شطرَهُمْ ومشوْا إلْينا ... وقُلنَا اليومَ ما تَقضِي الحُقُوقُ
    رَميْنَا في وجوهِهِمُ بِرِشْقٍٍ ... تعَضُّ بهِ الحَنَاجِرُ والحُلُوقُ
    كأنَّ النَبلَ بينهُمُ جَرادٌ ... تُلقِّيهِ شآميَةٌ خَرِيقُ
    وَبَسْلٌ إنْ تَرَى فيهِمُ كَمِيَّاً ... كَبَا ليديْهِ إلَّا فيهِ فُوقُ
    يُهَزْهِزُ صعدَةً جرداءَ فيهَا ... سِنانُ الموتِ أو قَرْنٌ مَحيقُ
    وجدْنَا السُدَّ رخراخاً ضعِيفاً ... وكانَ النبعُ منبِتُهُ وَثيقُ
    لقينَا الجهْمَ ثَعلَبَةَ بْنَ سَيْرٍ ... أضَرَّ بِمَنْ يُجَمِّعُ أوْ يَسوقُ
    لدَى الَلأعلامِ مِنْ تلَعاتِ طِفلٍ ... ومنهُمْ مِنْ أضَجَّ بهِ الفُرُوقُ
    فَخُوطٌ مِنْ بَنِي عمرِو بنِ عَوفٍ ... وأَفْنَاءُ العُمُورِ بهَا شَقِيقُ
    فألفينَا الرِماحَ كأنَّ ضَرباً ... مَقيلَ الهامِ كَلٌّ مَا يَذوقُ
    وجاوَرْنَا المَنُونَ بغيرِ نِكسٍ ... وَخاظِي الجَلزِثعلَبُهُ دَمِيقُ
    كأنَّ هزيزَنا يومَ التقَيْنَا ... هَزِيزُ أباءَةٍ فيهَا خَريقُ
    بكَلِ قرارةٍ وبِكُلِّ ريعٍٍ ... بنَانُ فتىً وجُمجُمةٌ فَليقُ
    وكمْ مِنْ سيدٍ منَا ومنْهُمْ ... بذِي الطَرْفاءِ مَنطِقُهُ شَهيقُ
    بكُلِّ مَجالٍة غادَرْتُ حِزقاً ... مِنْ الفِتيانِ مَبسِمُهُ رَقيقُ
    فأشبَعْنَا السِباعَ واشبعُوهَا ... فراحَتْ كلُّهَا تَئِقٌ يَفوقُ
    تركْنَا العُرحَ عاكفَةً عليهِمْ ... وللغربانِ مِنْ شَبعٍ نَغِيقُ
    فأبكينَا نساءَهُمُ وأبكَوا ... نساءً مَا يَسوغُ لهُنَّ رِيقُ
    يُجاوبنَ النِياحَ بكُلِّ فَجْرٍ ... فقَدْ صَحِلَتْ مِنْ النَوحِ الحُلُوقُ
    قَتَلنَا الحارثَ الوضَّاحَ فيهِمْ ... فَخَرَّ كأنَّ لِمَّتَهُ العُذُوقُ
    أصابَتْهُ رماحُ بنَي حُيىٍّ ... فَخَرَّ كأنَّهُ سيفٌ دَلُوُقُ
    وقدْ قتلُوا بهِ منَّا غُلاماً ... كَرِيماً لمْ تُؤشِّبهُ العُرُوقُ
    وسائلةٍ بثعلبَةَ بنِ سيرٍ ... فَقَدْ أوْدَتْ بثعلَبَةَ العُلُوقُ
    وافلتْنَا ابْنَ قُرَّانٍ جَرِيضاً ... تَمُرَّ بهِ مُسَاعَفَةً خَزُوُقُ
    تشُقُّ الأرضَ شائلَةَ الذُنَابَا ... وهادِيهَا كأنْ جِذْعٌ سَحُوُقُ
    فلمَّا استيقَنُوا بالصبرِ منَّا ... تذكَّرَتِ العشائِرُ والحَزِيقُ
    فأبقيْنَا ولوْ شِئنَا ترَكْناَ ... لُجْيماً لاتقُودُ ولا تَسُوقُ
    وأنعمْنَا وابْأَسْنَا عليهِمْ ... لَنَا في كُلِّ أبياتٍ طَلِيقُ

    ● [ قال ] ●
    طَرَفَةُ بنُ العَبْد

    لاغَرْوَ إلَّلا جارَتي وسُؤالَهَا ... ألا هَلْ لنَا أهلٌ سُئِلْتِ كذلِكِ
    تُعيِّرُني طوفِي البلادَ ورِحلَتي ... ألا رُبَّ دَارٍ لي سَوى حُرِّ دَارِكِ
    ظَلِلتُ بذِي الأرطَى فُويْقَ مُثَقَّبٍٍ ... ببِيئَةِ سُوءٍ هالِكاً أوْ كَهالِكِ
    يَرُدُّ عَلَيَّ الريحُ ثوبِي قاعِداً ... لَدَى صَدَفِيٍّ كالحنِيَّة بارِكِ

    ● [ قال ] ●
    ضَابِئُ بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ

    غَشِيتُ لِلَيلَى رَسْمَ دارٍ ومَنْزِلا ... أبَى باللوَى فالنيرِ أنْ يَتَحَوَّلا
    تكادُ مغانِيهَا تقولُ مَنَ البِلا ... لِسائلِهَا عَنْ أَهلِهَا لا تَغَيَّلا
    وقفتُ بهَا لا قاضِياً ليْ حَاجةً ... ولا أنْ تُبينَ الدارُ شَيئاً فأسئَلا
    سِوَى أنَّنِي قدْ قُلتُ يا ليْتَ أَهْلَها ... بِها والمُنى كانَتْ أضَلَّ وأجهَلا
    بَكَيْتَ ومَا يُبكيكَ مِنْ رسمِ دِمنةٍ ... تَبنَّى حمامٌ بينَها مُتَظلِّلا
    عهدْتُ بهَا الحيَّ الجميعَ فأصبحُوا ... أَتَوْا داعِياً للهِ عَمَّ وخَلَّلا
    عهدتُ بهَا فِتيانَ حربٍ وشتوةٍ ... كِراماً يَفُكُّونَ الأسيرَ المُكبَّلا
    وكمْ دُونَ ليَلَى مِنْ فلاةٍ كأنَّمَا ... تَجَلَّلَ أعلاهَا مُلاءً مُفصَّلا
    مهامِهِ تيهٍ مِنْ عُنيزَةَ أصبحتْ ... تَخالُ بهَا القَعْقَاعَ غاربِ أجزَلا
    مُخنَّقَةٍ لا يُهتَدَى بِفَلاتِهَا ... مِنْ القومِ إلا مِنْ مَضَى وتوكَّلا
    يُهالُ بهَا رَكبُ الفلاةِ مِنَ الرَدَى ... وَمِنْ خَوْفِ هادِيِهِمْ ومَا قَدْ تَحَمَّلا
    إذَا جالَ فيهَا الثورُ شبَّهَتَ شخْصَهُ ... بجوزِ الفلاةِ بربَرِيًّا مُجَلَّلا
    تُقطِّعُ جُونيَّ القَطَا دُونَ مائِهَا ... إذَا الآلُ بالبيدِ البَسَابسِ هَروَلا
    إذَا حانَ فيهَا وقعَةُ الركبِ لمْ تَجِدْ ... بهَا العِيسَ إلا جِلْدَهَا مُتَفَلِّلا
    قطعْتُ إلي معرُوفِها مُنكراتِها ... إذَا البيدُ هَمَّتْ بالضُحَىأنْ تَغَوَّلا
    بأدماءَ حُرْجُوجٍ كأنَّ بِدَفِّهَا ... تهاويلَ هِرٍّ أوْ تهاويلَ أخْيَلا
    تدافَعُ في ثِني الجد يلِ وتَنْتَحي ... إذَا مَا غَدَتْ دفواءَ في المَشي عَيِهَلا
    تَدافُعَ غَسَّانيةٍ وسطَ لُجَّةٍ ... إذَا هِي هَمَّتْ يومَ ريحٍ لتُرْسَلا
    كأنَّ بهًا شيْطَانةً مِنْ نجَائِهَا ... إذَا واكِفُ الذفرَى علَى الليتِ شَلْشَلا
    وتُصبحُ عَنْ غبِّ السُرَى فكأَنَّها ... فِنيقٌ تَنَاهَى عَنْ رحالٍ فأرقَلا
    وتنجُو إذَا زَالَ النهارُ كمَا نَجَا ... هَجَفٌّ أبوْ رألَيْنِ ريعَ فأجْفَلا
    كأنَّي كَسَوْتُ الرحلَ أخنَسَ ناشِطاً ... أحَمَّ الشَوَى فرْداً بأجمادِ حَوْمَلا
    رَعَا مِنْ د خُولِيْها لُعاعاً فَراقَهُ ... لَدُنْ غُدوَةً حتَّى يَرُوحَ مُؤصِّلا
    فصَعَّدَ في وعسائِها ثُمَّتَ أنتَمَي ... إلَى أجبُلٍ مِنْهَا وَجاوََز أجْبُلا
    فباتَ إلى أَرطاةِ حِقفٍ تَلُفُّهُ ... شآميَةٌ تُذ رِي الجُمانَ المُفصَّلا
    توابِلُ مِنْ وطفاءَ لمْ يرَ ليلةً ... أشَدَّ أذَىً منهَا عليْهِ وأطوَلا
    وباتَ وباتَ السارياتُ يُضِفْنَهُ ... إلي نقحٍ مِنْ ضائِنِ الرملِ أهيَلا
    شديدَ سوادِ الحاجبينِ كأنَّمَا ... أُسفَّ صلا نارٍ فأصبحَ أَكحَلا
    فصبَّحَهُ عندَ الشُرُوقِ غدِيَّةً ... أخُو قَنَصٍ يُشلي عِطَافاً وأَجْبَلا
    فلمَّا رَأى ألَّلا يُحَاولنَ غيرَهُ ... أرادَ ليلقاهُنَّ بالشرِ أوَّلا
    فجالَ عَلى وحشيِّهِ وكأنَّها ... يَعاسِيبُ صيفٍ إثرَهُ إذْ تَمَهَّلا
    وكرَّ كَمَا كرَّ الحَوارِي يَبْتَغي ... إِلى اللهِ زُلْفَى أنْ يَكُرَّ فَيُقبَلا
    وكرَّ وََمَا أدركْنَهُ غيرَ أنَّهُ ... كريمٌ عليهِ كبرياءُ فأقبَلا
    يهُزُّ سِلاحاً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ ... سِلاحَ أَخي هيجَا أرَقَّ وأعدَلا
    فمارَسَهَا حتَّى إذَا احمَرَّ روقُهُ ... وقْد عُلَّ مِنْ أجوافِهِنَّ وأَنْهِلا
    يُساقِطَ عنهُ رَوقُهُ ضارِياتها ... سِقاطَ حَديدِ القينِ أخوَلَ أخوَلا
    فظلَّ سَرَاةَ اليومِ يَطعنُ ظِلَّهُ ... بأطرافِ مدربَينِ حتَّى تَفَلَّلا
    وراحَ كسيفِ الحِميرَيِّ بكفِّهِ ... نَضَا غمدَةُ عنهُ وأعطاهُ صَيقَلا
    وآبَ عزيزَ النفسِ مانِعَ لحمِهِ ... إذَا مَا أرادَ البُعدَ منهَا تَمَهَّلا

    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات Fasel10

    كتاب : الأصمعيات
    المؤلف : الأصمعي
    منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة
    المجموعة ألثالثة من الأصمعيات E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 23:45