من طرف فريق العمل الجمعة 16 يناير 2015 - 6:45
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة فقه اللغة العربية
خلق الإنسان
الفخذان والركبة والساق والقدم وخواص النساء
● [ ثم الفخذان ] ●
فأصولهما من باطن يقال لهما الرفغان فيما بين العانة وبينهما. قال أبو زبيدٍ يصف الأسد:
أبو شتيمينِ من حصاءَ قد أفلت * كأنَّ أطباءَها في رفغها رقع
شتيمين قبيحي المنظر. والمغابن المراق وهي أصول الفخذين وما احتزم بذلك المكان يراد بما احتزم بذلك المكان يراد بما احتزم به ما أطاف حوله، وواحد المغابن مغبن بكسر الباء، قال زهير:
كأن أوابدَ الثيران فيها * هجائن في مغابنها الطلاء
والأربية أصل الفخذ فيها الغددة التي إذا ككنت الرجل في رجله ورمت، وكل عقدة حولها شحم غددة. والربلة اللحمة الغليظة في باطن الفخذين بينها وبين مستدق الفخذ تحضير وجماعها الربلات يقال للمرأة إنها لذات ربلات، قال الشاعر:
كأن مجامع الربلات منها * فئام بنهضون إلى فئام
والكاذة لحم مؤخر الفخذ إذا أدبر وما تحتها، والباد باطن الفخذ. والخصائل لحم الفخذين والعضدين والساقين والواحدة خصيلة يقال فلان ترعد خصائله، ويقال ذلك للدابة، قال زهير:
ونضر به حتى اطمأن قذاله * ولم يطمئن قلبه وخصائله
وفي الفخذين الغران والواحد منهما غر وهو العكنة التي تكون في باطن الفخذ، وكل كسر في جلد يقال له غر. وفي الفخذين اللفف يقال رجل ألف وامرأة لفاء وهو عظم الفخذين. وفي الفخذين النهش وهو قلة لحمها يقال إنه لمنهوش الفخذين، والفحج تباعد ما بين الفخذين يقال رجل أفحج وامرأة فحجاء، فإذا كثر لحم الفخذين فتباعد ما بينهما فذلك البدد بقال رجل أبد وامرأة بداء.
● [ ثم الركبة ] ●
والركبة ملتقى الساق والفخذ. وفي الركبة الداغصة وهي عظم عليه شحم داخل فيها رهل تقول العرب للرجل إذا سمن، سمن حتى كأنه داغصة. وفي الركبة الرضفة وهي عظم مطبق على رأس الساق والفخذ، وفي الركبة العين وهي النقرة التي فيها يقال رماه الله على عين ركبته. وهي إحدى القلات التي في الجسد، وباطن الركبة المأبض مهموز.
● [ ثم الساق ] ●
وفي الساق العضلة وهي العصبة التي فيها اللحم الغليظ في أعلى الساق، وفيها الظنبوب وهو حد عظمها الذي يلي وه الساق، وفي الساق المخدم وهو موضع الخلخالين. وفي الساق الحمش وهو دقتها، وكذلك في قوائم الدابة وفي الصدر والعنق، والرسغ مجتمع الساقين والقدمين، والفتخ في مأبض الركبة ومأبض الذراع وهو لين المفاصل وخروج باطنه، وإنما قيل للعقاب فتخاء للين جناحيها. وقال المتنخل الهذلي:
لكن كبير بن هندٍ يوم ذلكم * فتخ الشمائل في أيمانهم روح
يريد القبيلة، وإذا كان بين الساقين تباعد فهو الفلج يقال به فلج، وبه فجاً مقصور غير مهموز. قال الشاعر:
لا فحجاً ترى به ولا فجا
ومن السوق الخذلة وهي الغليظة المستوية، قال الشاعر:
وساقها خدلة في كعبها دم * تقصم الحجل عنها فهو منفلق
ومنها الكرواء وهي الدقيقة الحمشة، ويقال ذلك في الساعدين إذا كانا دقيقين ومنها الخدلجة وهي الرياء الممتلئة قال العجاج:
أمرّ منها قصـبا خدلّجا * لا قفرا عشا ولا مهبّجا
● [ ثم القدم ] ●
وفي القدم العقب وهو المستأخر الذي يمسك شراك النعل. وفي القدم العير وهو الشاخص في وسطها. وفيها مشطها وهي سلاميات ظاهرها وهي العظام الرقاق المفترشة فوق القدم دون الأصابع، وفي القدم السلاميات وواحدتها سلامى. وفيها الكعب. وفيها الأصابع فأطرافها الأنامل. وفيها البخصة مثقّلة وهي لحم القدم. وفيها الخف وهي حذاؤها الذي يلي الأرض. وفيها الإنسيّ والوحشي، فوحشيها الذي لا يقبل على شيء من الجسد. وإنسيها الذي يقبل على أختها. وفيها الروح وهو أن يكون مقبلة على شق وحشيها يقال رجل أروح وامرأة روحاء بينة الروح. قال الشاعر:
ينفضن أنقى من نعال السبت * بأرجـل روح أتـت ما تأتي
وفيها الأخمص وهو المتطأ من الذي بين صدرها وعقبهها . فإذا لم يكن لها حمص فالقدم رحّاء بينة الرحح. وفيها العرقوب وهي العصبة التي وصلت بين العقب والساق من ظاهر، وفي القدم القفد وهو أن يخلق رأس القدم مائلا إلى وحشي الرجل. وكذلك القفد في الكف يقال للرجل إذا شتم يا ابن القفداء، وفي القدم الوكع يقال رجل أوكع وامرأة وكعاء وهو أن تركب الإبهام السبابة حتى تزول فيرى أصلها خارجا، وفي القدمين الحنف وهو أن تميل كل واحدة بإبهامها على صاحبتها، ويقال في القدم إذا كانت مائلة لا أدري أعن يمين أو شمال رجل أصدف وامرأة صدفاء. ويقال للقدم إذا كانت عريضة إنها لشرحاف من الأقدام. فإذا كانت قصيرة الأصابع مجتمعة قيل إنها لكزمة وكزماء بينة الكزم. وفي الرجل الفلج وهو تباعد ما بين الساقين. والفلج في الأسنان وهو تباعد ما بين السنين. يقال رجل أفلج وامرأة فلجاء. ويدعى مثل ذلك الفنجلة يقال مرّ مفنجلا فنجلة قبيحةً. وفي الرجل الصكك وهو أن تصطكّ الركبتان من باطن. وفي الرجل الرجز وهو أن ترعد الرجل إذا أراد أن يركب يقال إن فلانا لأرجز. وفي اليد الأكحل. وفي الرجل النسا وهما عرقان. وفي الرجل الصافن. وفي الإنسان الميل وهو أن يكون مائلا إلى أحد شقيه من خلقة خلق عليها، فإذا زاغت القدم من أصلها من عند طرف الساق فذلك الفدع يقال رجل أفدع وامرأة فدعاء، فإذا أقبلت القدم على القدم الأخرى فذلك القعولة يقال مر مقعولا إذا مرّ يمشي تلك المشية. وإذا كانت القدم إذا مشى صاحبها نبث بها التراب من خلفها فتلك النفثلة يقال مر ينقثل مقثلة قبيحة. إذا مر يضطرب في خلقه كله قيل مرّ مسنطلاً، وفي الرجل العرج والقزل، فالقزل أسوأ العرج يقال عرج يعرج عرجا إذا حدث فيه عرج، وعرج يعرج عرجانا إذا مشى مشية العرجان.
● [ ومما يكون في النساء دون الرجال ] ●
الاسكتان، والأشعران، وهما ما يلي الشفرين من الشعر، والقرنتان وهما رأسا الرحم اللذان يتعقفان يقع فيهما الولد، والحلقتان فإحداهما الحلقة التي في فم الرحم عند طرف الفرج والأخرى الحلقة التي تنضم على الماء وتنفتح للحيض وما بينهما المهبل والملاقي مضائق الرحم مما يلي الفرج، والكين لحم ذلك المكان ومما يخلق في الرحم المشيمة وهي من الصبي بمنزلة السلى من الشاة والبعير، والماسكة وهي القشرة تكون على وجه الصبي، والسقي وهو جلدة فيها ماء تنشق على رأس الولد عند خروجه، وهو من الناقة السخت والسابياء. والمخاض في البهائم والناس ولا يكون الطلق إلا في الناس.
● [ آخر الكتاب ] ●
قال أبو سعيد الضرب من الرجال الخفيف، وإذا كان الرجل ليس بالغليظ ولا بالقضيف قيل له صدع، وكل وسط من الرجال والظباء صدع والنعنع الطويل المضطرب والقاق والقوق أسوأ ما يكون من الطول والهجرع الطويل القبيح الطول والسلب والسلهب الطويل، والسلجم الطويل، والخلجم الطويل، والمخن الطويل. والشنخف الطويل بالشين، والمتماحل الطويل، والهجنع الطويل، والشرمح الطويل، والشناحي الطويل، والشناحية مثله وهو الرجل الطويل الجسم ، والسمسام الخفيف الجسم، والشخت والنحيف الدقيقان من الاصل ليسا من الهذال والخشاخش الخفيف من الرجال قال طرفة:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه * خشاش كرأس الحية المتوقد
والعشنق والعشنط والعنشط واحد وهو الطويل، والحلاحل الحليم الركين، واللوذعي الفسيح الحديد ليس بجدّة عجلة ولكن بجدّة لسان أو جلد، والعمروط والعماريط جماعه وهو اللص الذي لا يدع شيئا إلا أخذه، والقرضاب والقرضوب واحد وهو اللص الذي لا يدع شيئا إلا قرضبه وأكله، والبهلول الحسن الوجه الضحاك، والسميدع السيد الموطأ الأكناف، والملاوث اللذين يدار بهم ويطاف بهم برجاء خيرهم ولم يذكر لهم واحد، قال أبو ذكوان الواحد ملاث، والكبنة من الرجال غير المنبسط في القتال والعطاء وهو المنقبض عن الخير، والزميل والزمل والزمال والزميلة كل ذلك الضعيف من الرجال، والحتروش الحديد الخفيف النزق، والبرم الذي لا يأخذ في الميسر، والضهوم المنفاق في الشتاء، والسبروت المفلس الذي لا مال له، ويقال أرض سبروت إذا لم يكن فيها نبت، واللهموم والواسع الصدر بعطاء وخلق. واللهموم من الخيل جوادها، واللهاميم من النوق غزارها، والجبّأ من الرجال جوادها ، واللهاميم من النوق غزارها، والجبأ من الرجال الهيوب، قال الشاعر وهو مفروق بن عمرو الشيباني وما أنا من ريب المنون بجبا ولا أنا من سيب الإلاه بيائس والعوّق من الرجال الذي يعوّق الأمر ويحبسه، وأنشد لمالك ابن خالد الخناعيّ الهذليّ:
فدى لبني لحيان أمي فـإنهم * أطاعوا رئيسا منهم غير عوّق
والكفل الذي لا يثبت على الدابة، والأميل الذي لا تستوي ركبته على الدابة. والصتم المجتمع الخلق، والأعزل الذي لا سلاح معه. وأنشد:
دعيني وسلاحي ثم شدي الكف بالعزل
واللقاعة المتفصح في كلامه والمتبالغ، والطياخخة الذي لا يزال يكثر السقط في المجلس، والخطل الكثير الخطإ المختلط. ويقال رمح خطل إذا كان مضطربا. ويقال شاة خطلاء إذا كانت طويلة الأذنين مضطربة، والمختلق التام الحسن من الرجال. والفدغم الجميل الضخم، والبجال الشيخ الضخم الجميل. والقمد الطويل الضخم العنق ويقال رجل أقمد وامرأة قمداء، قال رؤبة:
ونحن إن نهنه ذود الذواد * سواعد القوم وقمد الأقماد
والصعل الخفيف الرأس والعنق ليس بضخمه، والكمش الخفيف المنقبض في الأمر، ومعنى ينقبض أي يمضي. ورجل قبيض الشد أي سريعٌ ويقال انقبض في حاجتك أي أسرع فيها. وأنشدنا أبو عمرو لتأبط شرا
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي * بواله من قبيض الشد غيداق
ويقال غيث غيداق أي واسع كثير والثبط الثقيل البطيء، وهو الوخم، والهلباجة الثقيل، والطمل والطملال الأطلس الخلقة والخفيّ الشأن، والأروع الجميل يقال رجل أروع وامرأة روعاء، وناقةٌ روعاء الفؤاد إذا كانت حديدة الفؤاد. والأبلج الحسن الوجه، ويقال رجل أبزى وامرأة بزواء وهو الذي تأخر عجيزته والهبهبيّ الخفيف من الرجال يقال حبحبيّ من الرجال والدواب وهو الصغير الجسم، والسريس العنين، قال أبو زبيد الطائي.
أفي حق مؤاساتي أخاكم * بمالي ثم يظلمني السريس
وقال رؤبة:
لو سألته أمه ألوسا * أو أخـته لم يعطها دريسا
يا ليته لم يعط هلبسـيسا * وعاش أعمى مقعدا سريسا
حتى يضمّ الوارثون الكـيسـا
الألوس الشيء اليسير، والدريس الثوب الخلق والجميع درسان، ويقال ما له هلبسيس أي ما له شيء. هذه كلمة تقال في النفي لا يقال له هلبسيسٌ إنما يقال ما له هلبسيسٌ.
● [ تم كتاب خلق الإنسان للأصمعي ] ●
والحمد لله رب العالمين
منتدى نافذة ثقافية - البوابة