منتدى قوت القلوب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    متاعب قمر 14

    avatar
    د.بسمة حمودة


    المساهمات : 21
    تاريخ التسجيل : 11/05/2014

    متاعب قمر 14 Empty متاعب قمر 14

    مُساهمة من طرف د.بسمة حمودة الأربعاء 17 سبتمبر 2014 - 14:12

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصحة النفسية
    متاعب قمر 14
    إن الزواج المبكر قديمآ والإنجاب السريع للأطفال ، والإنشغال بتربيتهم ، قد مكن الفتاة قديمآ من تجاوزها مرحلة زهرة الشباب بسلام ودون الشعور بها ، سواء منها او من المحيطين بها ، حيث يتم تزويج الفتى والفتاة فى سن مبكرة، فيقوم الفتى بقيادة الأسرة وممارسة دوره كزوج له حق القرار ، والفتاة تمارس فى سن مبكرة دورها فى رعاية ألأسرة وتربية الأطفال ، وهى فى ذلك تسترشد بخبرات الأخرين فى هذا المجال ، كأمها وام زوجها واخواتها المتزوجات ، وهى فى ذلك مطيعة لنصحهم لها ، لأنها تجهل هذا الأمر ومقتنعة بجهلها فيه ، فتستمع لنصحهم وتطبقه عن رضى منها ، فهى محتاجة لنصح الأخرين، فلما تأخر سن الزواج ، وإتسع مجال احتكاك الفتاة بالمجتمع بالخروج للتعليم ومخالطة الأخرين، ظهرت متاعب هذه الفترة،
    وتعتبر فترة زهرة الشباب من أهم مراحل النمو وأدقها، فهي مرحلة وسطى بين الطفولة والشباب تحدث خلالها تغيرات وتبدلات نفسية وجسدية فيزيولوجية سريعة ومتلاحقة تترك بصماتها على تكوين شخصية الفتى والفتاة ويبقى أثرها مدى الحياة،
    وتبدأ هذه المرحلة ما بين سن الثانية عشرة والثالثة عشرة، وتنتهي غالبا بعد سن الثامنة عشر . وتتلخص التغيرات والتبدلات النفسية والجسدية التي تنتاب الفتاة في أنها تكبر بسرعة وتبلغ، أو كما يقال بالعامية ( تفور ) فتدرك الفتاة بأنها لم تعد طفلة وأنها في سبيلها إلى أن تصبح امرأة ناضجة . ، مسئولة في يوم من الأيام عن إدارة منزل ، حيث تتحول من صغيره إلي كبيره. ويدرك الفتى بأنه قد اصبح رجلآ ويعد نفسه لتحمل مسئولية قيادة أسرة فى خضم الحياة داخل المؤسسة الشرعية المعترف بها اجتماعيا وهى الأسرة، والتى تعتبر المخرج الآمن من هذه الفترة، والعبور القويم الى ما بعدها.
    إن اجتياز الفتى والفتاة لهذه المرحلة بنجاح ، يساهم الى حد بعيد فى تقبل كل منهما للمجتمع وتقبل المجتمع له ، والتمتع بصحة نفسية تؤثر على سلوكيات وشخصيه كل منهما
    ومن الظواهر السلوكية التى قد تعانى منها بعض الفتيات فى هذه المرحلة.
    O الشعور بالقلق والارتباك والتغير السريع في المزاج . مع عدم الشعور بالاطمئنان وعدم الاستقرار .
    O ظهور اضطرابات سلوكية على شكل نوبات من التصرفات المتسمة بالرعونة والخشونة والعنف تعقبها نوبات معاكسة من الكسل والانزواء.
    O تصاب بعض الفتيات بخجل وحياء شديدين إلى حد التلعثم بالحديث واحمرار الوجه الشديد.
    O الميل الى العناد وعدم الاستماع إلى نصح الأخرين كالأم والأخ والأخت الأكبر منها سنآ ، مما يؤدي إلى احتكاكات وصدامات معهم . مما قد يؤدى الى اندفاع الأم الى تستعمل الشدة مع الفتاة ، ونحذر من ذلك طالما أن العناد لم يصل إلى درجة تؤدي إلى الانحراف او الإضرار المباشر بالفتاة او الأخرين . وأنصح الأم بأن تجعل مراقبتها لتصرفات ابنتها فى إطار من الرعاية والحنان والنصيحة ، وليست فى صورة أوامر متسمة بالخشونة والتوبيخ.
    O تضخيم الأمور البسيطة ، والخوف من أمور تافهة مثل الظلام والحيوانات كالقطط والكلاب وتصور أشباح الى غير ذلك ، وفى هذه الحالة يجب النصيحة بدلآ من تسفيهها والسخرية منها مع عدم نهرها اوإجبارها على عدم الخوف منها لأن هذه المخاوف سرعان ما تزول تدريجيا بمرور الوقت.
    O الإفراط فى احلام اليقظة مع اتساع مجال الخيال مما يجعلها في كثير من الأحوال لا ترضى بالظروف المعيشية التي تعيشها ، وهذا أمر يجب على الأهل تفهمه . فالفتاة في هذه الفترة خيالية، حالمة، كثيرا ما تستسلم لأحلام اليقظة.
    O أخيرآ : قد تؤدى المواجهات المستمرة بين الفتاة وصحباتها او اسرتها الى الشعور باليأس والاكتئاب والانعزال.
    بعض الصراعات الداخلية التي تعانيها الفتاة فى هذه المرحلة
    O الرغبة في الاستقلال المادي والعاطفي : فهي في الوقت الذي ترغب في الاستقلال والاعتماد على النفس والتحرر المادي بكل معنى الكلمة، نجدها في مجتمعنا محتاجة إلى الاعتماد على الأبوين للحصول على الأمان المعنوي والسند العاطفي والماديات التي يوفرها الوالدان والمحيطون بها في أقارب.
    O صراع البحث عن الذات : وفي هذه المرحلة تمر الفتاة بصراع البحث عن الذات، أو تحديد " الهوية " فهي تخاف من أن تكون لا شيء، وفي الوقت نفسه تخاف من ان تكون تقليد لصورة شخص آخر، وهي لذلك تنطلق لمواجهة العالم لتخوض بنفسها التجربة، ولكنها تجد نفسها مقيدة بالتقاليد والعادات والأعراف الأسرية التى تحيط بها ويجب عليها الإلتزام بها،
    O صراع تضارب القيم : تضارب القيم بين ما تعلمته في الطفولة وآمنت به من تعاليم ومبادئ في المدرسة ومن الأسرة ، وبين ما يمارسه الكبار في المجتمع والحياة اليومية ، مما يؤدي إلى وقوعها في حيرة من أمرها، فيدخل الشك في نفسها وتصبح عاجزة عن التفرقة بين ما هو صواب وما هو خطأ في الحياة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024 - 5:14